من مظاهر اليسر في الصيام المفروض أنه أيَّام قليلة معدودة، وهو شهر في السَّنة،
ولم يفرض الله صيام الدهر كله, ولا صيام أكثره، ولو شاء سبحانه لفرضه، ولكن
رحمته وسعت جميع الأمم، وسهلت عليهم أمر هذا التكليف.
ومن ذلك أنه مفروض، وملزم للأصحاء المقيمين، وشعور الفرد بإلزامية الصيام
على الجميع ميسِّر له، ومخفِّف عنه توهُّم المشقة النفسية؛ الناتجة عن الحرمان
المؤقت، وتغيير الإلف والعادة، كما أنَّ ترجِّى الحصول على منافع الصيام، يُهوِّن
هذه المشقة النفسية المتوهمة ويزيلها.
ومن مظاهر اليسر في الصيام :
تشريع رخصة الفطر للمرضى، والمسافرين، والمطيقين، برغم الفوائد والمنافع
التي يجنونها من الصيام إن صاموا، تخفيفًا وتيسيرًا لهم من مشقات المرض
والسفر، ومشقة الحمل والرضاعة، وقلة الصبر على الحرمان من الغذاء لكبار
السن، وتحريم الصيام عليهم إن تحقق لهم ضرر، أو فاتت مصلحة حيوية عامة
أو خاصة بصيامهم.
ومن مظاهر اليسر في الصيام:
إلزام ذوي الأعذار الموقوتة، كالمرضى والمسافرين، بإعادة الصيام في وقت آخر
من العام حتى لا يحرموا من فوائده ومنافعه، وإسقاط هذا الإلزام لذوي الأعذار
الدائمة ككبار السن -باتفاق-، ولذوي الأعذار شبه الدائمة: كالحوامل والمرضعات،
وذوي الأمراض المزمنة التي لا يرجي برؤها في الغالب، تيسيرًا ورأفةً ورحمةً
بهم.