قال تعالى
*﴿...لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾* [ سورة غافر: 16]
*لمن الملك اليوم؟*
يأتي الجواب: *لله الواحد القهار.*
من الذي يطرح السؤال، ومن الذي يجيب عليه؟
الآية لا تتحدث عن ذلك، والتفاسير مختلفة في هذا الصدد.
-ذهب البعض إلى أن السّؤال يُطرح من قبل الله جلّ وعلا، أما الجواب
فيأتي من الجميع، مؤمنين وكافرين.
-وذهب آخرون إلى أن السّؤال والجواب كلاهما من قبل الخالق عز وجلّ.
-قسم ثالث يعتقد أن " المنادي الإلهي" هو الذي يطرح السؤال، وهو
الذي يجيب عليه.
ولكن يبدو من الظاهر أن هذا السؤال وجوابه لا يُطرحان من قبل فرد معين، بل
هو سؤال يطرحه الخالق والمخلوق، الملائكة والإنسان، المؤمن والكافر، تطرحه
جميع ذرّات الوجود، وكلهم يجيبون عليه بلسان حالهم، بمعنى أنّك أينما تنظر
تشاهد آثار حاكميته، وأينما تدقّق ترى علائم قاهريته واضحه.
فلو أصحت السمع إلى أي ذرة من ذرات الوجود، لسمعتها تقول: *لمن الملك*
وفي الجواب تسمعها نفسها تقول: *لله الواحد القهار.*
وبالطبع، في هذا اليوم أيضا تطغى الحاكمية الإلهية على كل شئ، وتبسط قدرتها
في كل الأرجاء، لكن في يوم القيامة سيكون لها ظهور وبروز من نوع جديد،
فهناك لا يوجد كلام عن حكومة الجبارين، ولا نسمع ضجيج الطّواغيت السّكارى
، ولا نرى أثرًا لإبليس وجنوده وجيوشه من الإنس والجن.