للكعبة رائحة عطرة يشتمها الحس والقلب وهي ليست فقط بسبب مايطيبوها
به من طيب أثابهم الله ... الكعبة البيت الحرام ...وللكعبة تاريخ وقبل وبعد
ولها مهابة وعزة يحس بها حتى غير المسلم
" البيت بنته الملائكة وفي رواية بناه آدم عليه السلام.."
مابعد الطوفان في زمن نوح عليه السلامـ.
"كان البيت الحرام ربوةً حمراء حتى اعاد البناء أبا الأنبياء الخليل إبراهيم
وإبنه اسماعيل عليهما السلام..."
رواية الأنبياء ال ٩٩ الذين قبروا بين الركن والمقام إلى زمزم _وهي
رواية مختلف عليها_وكانوا قد اتوا حجاج فقبروا هناك منهم نوح وهود
وشعيب ..عليهم السلام جميعا؛ حديث ( كان النبي من الانبياء إذا هلم قومه
لحق بمكة فتعبد بها النبي ومن معه حتى يموتوا)
" قالوا بأن الملائكة هم أول من بنوا الكعبة المشرفة، وتم إعادة بنائها بواسطة
سيدنا آدم عليه السلام بمساعدة زوجته حواء ولكن الصحيح حول بناء الكعبة
هو المثبت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه أن الكعبة المشرفة بنيت أربعة مرات فقط :
1) أول من بنى الكعبة المشرفة هو نبي الله إبراهيم عليه السلام
"إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ*فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ
إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن
كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" ” سورة آل عمران الآية 96/97.
2) بعد ألفي عام من بناء إبراهيم عليه السلام، أصبحت الكعبة مهددة بالسقوط
فقامت قريش بإعادة بنائها، وكان ذلك في حياة الرسول صلّ الله عليه وسلم قبل
البعثة وكان الرسول صلّ الله عليه وسلم أحد المشاركين في إعادة البناء فبعد إنتهاء
البناء اختلفت قبائل قريش في وضع الحجر الأسود، ولجأوا إلى الرسول عليه
الصلاة والسلام وحكم بينهم(القصة المشهورة عندما أصاب الكعبة الشريفة السيل)
3) ظلت الكعبة المشرفة على بناء قريش حتى حدث حريق كبير أثر فيها كان ذلك
في عهد عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، بعد عام ستين للهجرة، وأعاد ابن الزبير
بناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام وأدخل فيها حجر اسماعيل عليه السلام وجعل
للكعبة بابين إحداهما شرقي والآخر غربي بعد أن سمع من أم المؤمنين عائشة رضي
الله عنها حديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم
(لولا أنَّ الناسَ حديثُ عهدهم بكفرٍ، وليس عندي من النفقةِ ما يقوى على بنائِه
لكنتُ أدخلتُ فيهِ من الحِجْرِ خمسَ أذرعٍ، ولجعلتُ لها باباً يدخلُ الناسُ منهُ، وباباً
يخرجون منهُ) فقام ابن الزبير بتحقيق هذا.
4) أما البناء الرابع للكعبة فكان بعد مقتل ابن الزبير رضي الله عنه
أرسل الحجاج إلى عبدالملك يخبره بأن ابن الزبير بنى الكعبة على غير بناء قريش
فأمره عبدالملك بإعادة بنائها والزيادة في ارتفاعها، وفصل حجر اسماعيل عنها
والاكتفاء بباب واحد فقط وإلغاء الباب الآخر ففعل...
أراد هارون الرشيد إعادة بناء الكعبة، كما أراد النبي صلّ الله عليه وسلم واستفتى
الإمام مالك في الأمر، فقال له:
(يا أمير المؤمنين لا تجعل الكعبة ملعبةً للملوك، لا يشاء أحدٌ أن يهدمها ألّا هدمها)
فانصرف عن القيام بذلك وبقيت الكعبة على حالها."