يقال إن أبا يزيد البسطامي توفي أبوه وهو صغير فباعت أمه جميع ما تملك فبلغ
أربعين دينارا ذهبيا ثم أعطته إياها وأرسلته مع قافلة ذاهبة إلى الحجاز من أجل
أن يتعلم العلم الشرعي هناك وكان عمره حوالي عشر سنوات لكنها قالت له أو
عدني أنك لن تكذب مهما كانت الظروف فوعدها بذلك وانطلقت القافلة وفي الطريق
تعرضت القافلة لهجوم من قطاع الطرق وأخذوا كل ما في القافلة من أموال وأمسكوا
بهذا الصغير وقالوا له هل معك مال قال نعم معي 40 دينارا ذهبيا فضحكوا منه
وتركوه وجاءوا بالغنائم إلى شيخهم فقال هل بقي في القافلة شيء قالوا لم يبق
شيء لكننا سألنا غلاما صغيرا فقال معي 40 دينارا ذهبا فقال وماذا فعلتم به
قالوا لم نصدقه فقال اأتوني به فجاء أبو يزيد البسطامي فقال له شيخ اللصوص هل
معك شيء قال نعم معي 40دينارا قال أين هي قال ها هي وأعطاها لشيخ اللصوص
فقال له ما جملك على أن تعترف بما معك من نقود فقال لقد وعدت أمي أن لا
أكذب، فقال له شيخ اللصوص وأنا أعدك بأني تبت على يديك وأعاد له النقود ثم
أعاد جميع المسروقات إلى القافلة وأمر جماعته أن يحرسوها حتى تغادر المنطقة
الخطرة