الكثير من دول العالم تختار رموزها الوطنية من بين النباتات والحيوانات والطيور
التي تعيش في مناطقها وتشتهر بها، وكذلك الأردن فقد اختارت الطائر الوردي
المعروف بالعصفور الوردي السينائي طيراً وطنياً للمملكة ورمزاً يمثلها وتشتهر
به فيشير هذا الطائر إلى مستوى الرقي الذي تمتع به الشعوب، إضافة إلى حكمتها
ووعيها وبعد نظرها وسعة مداركها، ولما تتمتع به الأردن من جمال الطبيعة والسحر
الخلاب.
ظهر الطائر الوردي لأول مرة في مدينة البتراء الوردية.
يتميز الطائر الوردي بصغر حجمه، حيث يتراوح طوله بين 15.5-16 سم ووزنه
بين 17-24 غرام، ويختلف الذكر البالغ عن الإناث والطيور اليافعة في لون الرأس
والجسم، حيث أن الذكر البالغ يتميز بلونه الأحمر الوردي وجناحاه البنيان التربيان،
ويكتسب هذا اللون بعد تقريباً عام من عملية الفقس، ثم يصبح لونه أجمل وأزهى أثناء
موسم التزاوج، بينما الأنثى والطيور اليافعة تتميز بلونها البني والرمادي.
تحاكي ألوان الطائر الوردي ألوان البتراء الجذابة، حيث أنه يمثل جمال طبيعته الخلابة
وسحرها، ويقوم بتذكيرنا بضرورة حماية البيئة ورعايتها، كما أنه يشير إلى تذوق
الشعوب لجمال الطبيعة.
يصدر هذا الطائر صوت تغريد عالي جداً عند البدء بالإقلاع إن أحس بأي الخوف.
يحب هذا الطائر العيش في البيئات الصخرية التي لا تحتوي على النباتات، وإن إحتواء
البتراء الوردية على الصخور والجبال والشقوق المحصنة الحاضنة يجعل منها مأوى
مناسب لعيش هذا الطائر فيها وقيامه بالتفريخ، كما أن تشابه اللون بينه وبين البتراء
يوفر له التمويه الملائم، بالإضافة إلى أن هذا الطائر من الطيور التي لا تستغني عن
تواجد الماء، ووجود الينابيع والنزازات في البتراء يجعلها مكاناً ملائماً للعيش فيها.
يعيش الطائر الوردي على شكل جماعات في مختلف الأوقات وبغير وقت التزاوج، مما
يؤدي إلى ظهوره بأسراب مختلفة الحجم والشكل، أما أثناء موسم التزاوج يعيش الذكر
مع أنثاه وفراخه فقط، كما تقوم الأنثى بوضع 4-5 بيضات في فصل الربيع، ويحتضن
الأبوان البيضات لمدة أسبوعين، وبعد فقسها تبقى الفراخ لمدة أسبوعين في عشها،
وبعد ذلك تغادره.
ينتمي الطائر الوردي المغرد إلى فصيلة العصفوريات، ويعتبر من طيور التي تقيم في
الأردن والمحصور تواجدها في العديد من مناطق المملكة الأردنية الجنوبية مثل وادي
الموجب، ومحمية ضانا، ووادي رم، والبتراء، والغور الصافي، وقد تم مشاهدته في
قليل من الأحيان في الأزرق.
يتغذى هذا الطائر الوطني السينائي الجميل على ثمار النباتات البرية والبذور والبراعم.