كرة القدم أصبحت حلبة للصراع الحضاري والأخلاقي بين الأمم، وليست مجرد لعبة، وتحوّلت
ملاعبها الخضراء لميدان يحاول"بعض"الغرب فيه فرض قِيَمه "المنحلة" بكل الوسائل على
الآخرين، بذريعة حقوق الإنسان والحرية.
ومن يشكّك في ذلك فلينظر لحملات تسخير مشاركة المنتخبات في مونديال قطر 2022
للترويج للأفكار المنافية للفطرة البشرية، وتمكين الشذوذ والمثلية، والانحلال الأخلاقي،
وغيرها.. والأمر لا يحتاج إلى كثير من العناء لإثباته.
وإن كان مونديال قطر مليئًا بالرسائل بأبعادها المختلفة فإن بعض صوره ستبقى في التاريخ
ولن تُمحى من الأذهان ومن أهمها ما قدّمه المنتخب المغربي العربي المسلم من رسائل
أخلاقية نبيلة أبهرت العالم، وقدّمت أمثلة حضارية رائعة، تَمثلت في عمق العلاقة بين
الإنسان وخالقه وتجذر الدين في السلوك الرياضي السليم وحرص اللاعبين على السجود
حمدًا لله على تحقيق الانتصارات المتوالية، ثم احترامهم الكبير للوالدين، وحرصهم على
تقبيل رؤوس الآباء والأمهات احترامًا وعرفانًا بفضلهم، وتقديرًا لهم..
وهي صور عَكَست مدى الترابط الأسري رغم المحاولات "المستعرة" لتفكيك هذه الروابط
في عالم يموج أغلبه بالأفكار الغريبة، وينادى بالقيم المنحلة، ويدافع عنها.