صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: القرآن الكريم ومنهج الجدل والرد على الانحرافات... الخميس 25 أبريل 2013 - 13:42 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة === القرآن الكريم ومنهج الجدل والرد على الانحرافات فى العقيدة الاسلامية لقد ألمحنا فيما سبق بيانه إلى أن الفطرة قد تنحرف، وأن الكتب السابقة قد دخلها التحريف والتبديل. وكان لهذا أثره في شيوع الانحرافات والضلالات عند الأمم السابقة؛ فكان لهم معتقدات وتصورات باطلة؛ وكان لهم شبهات طارئة؛ لذلك وقفوا وقفة جائرة ظالمة من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد؛ لذلك أبرز القرآن الكريم تلك الانحرافات، وجادل أصحابها، وأزال شبهتهم، وأقام عليهم الحجة بكل طريقة. ومن خلال الجدل والحِجَاج والرد والمناقشة لمعتقدات الجاهليين - أيّاً كانوا - تبرز العقيدة الصحيحة التي تتفق مع الفطرة السليمة ويقبلها العقل الصريح. مجالات منهج الجدل والرد على الانحرافات:ومن أعظم الانحرافات والضلالات التي رد القرآن الكريم على أصحابها: إنكار الألوهيَّة والربوبيَّـة والشرك فيهما، وإنكار البعث والنبوة، وانحراف اليهود في تصوُّرهم للإله؛ وانحراف النصارى وشركهم؛ حيث ادَّعوا أنَّ لله ولداً وأنه ثالث ثلاثة. وهناك انحرافات أخرى تتمثل فيما كان عليه الصابئة والمجوس وغيرهم: 1 - فقد ردَّ الله - تعالى - على منكري الربوبية الذين نسبوا الإحياء والإماتة إلى الدهر؛ وهم الصورة الأُولَى للإلحاد الذي عرفته بعض المجتمعات المعاصرة، فقال الله - سبحانه وتعالى -: {وَقَالُوا مَا هِيَ إلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إنْ هُمْ إلاَّ يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24]. وبذلك يبيِّن القرآن الكريم أنَّ الإلحاد لا يقوم على شيء من العلم، وإنما هي الظنون والأوهام والأهواء. وقد سبق في المنهج الفطري والعقلي ما يوضح أن وجود الله - تعالى - حقيقة لا يشك فيها عاقل؛ وأن الأدلة كلها قامت على ذلك عقلاً وشرعاً وواقعاً. 2 - ردَّ القرآن الكريم على المشركين ألوان الشرك الذي وقعوا فيه؛ حيث عبدوا الأصنام، وبعضهم كانوا يعبدون الجنَّ أو الملائكة ويزعمون أنها تشفع لهم عند الله... إلخ. وبيَّن القرآن الكريم حقيقة الأمر في ذلك بطريقتين: الأولى: بيان أن اللـه وحـدَه هو الخالق المدبِّر لهذا الكون؛ فلا أحـد يشاركه في الخلـق ولا في التدبير. قال الله - تعالى -: {قُلِ الْـحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ 59 أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ 60 أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ 61 أَمَّن يُجِيبُ الْـمُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ 62 أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 63 أَمَّن يَبْدَأُ الْـخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [النمل: 59 - 64]. الثـانـية: بيـان عجـز أولئـك الشركاء المزعـومين عن أن يملكوا لأنفسهم ضراً أو نفعاً؛ فكيف ينفعون غيرهم أو يضرونهم؟ يقول - تعالى -: {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ 191 وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ 192 وَإن تَدْعُوهُمْ إلَى الْهُدَى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ 193 إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ 194 أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنظِرُونِ 195 إنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِـحِينَ 196 وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ 197 وَإن تَدْعُوهُمْ إلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} [الأعراف: ١٩١ - 198]. 3 - وعندما ادعى المشركون العرب أنَّ لله أولاداً وبناتٍ متابعةً لليهود الذين قالوا: إن عُزيراً ابن الله، ومضاهاةً لقول النصارى الذين قالوا: عيسى ابن الله، عندما قالوا ذلك ردَّ الله - تعالى - عليهم، ونزَّه نفسه عن ذلك، فقـال - سبحانه وتعالى -: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْـجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ 100 بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 101 ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إلَهَ إلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام: ٠٠١ - ٢٠١].4 - وعندما تنكَّر العرب للبعث والجزاء، وعجبوا من ذلك أشدَّ العجب واستبعدوا أن يكون هناك حياة أخرى بعد الموت... عندئذٍ حكى الله - تعالى - ذلك عنهم، ثم أقام الأدلة على البعث بتوجيه أنظارهم وعقولهم إلى آيات الله في هذا الكون وقدرته - سبحانه - التي تتجلى في عظمة هذه المخلوقات لأول مرة؛ فكيف لا يقدر على الخلق مرة أخرى؟ وتأمَّل هذه الآيات الكريمة بأسلوبها المعجز الأخَّاذ. قال الله - تعالى -: {ق * وَالْقُرْآنِ الْـمَجِيدِ 1 بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ 2 أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ 3 قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ 4 بَلْ كَذَّبُوا بِالْـحَقِّ لَـمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ 5 أَفَلَمْ يَنظُرُوا إلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ 6 وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ 7 تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ 8 وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْـحَصِيدِ 9 وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ 10 رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْـخُرُوجُ 11 كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ 12 وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإخْوَانُ لُوطٍ 13 وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ 14 أَفَعَيِينَا بِالْـخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} [ق: ١ - 15]. 5 - ولما انحـرف اليهـود والنصارى في تصوُّرهم عن اللـه وقـدرتـه، ردَّ عليهـم أفكـاراً كثيـرة، كمـا فـي قـوله - تعالى -: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق: 38]؛ ردّاً على اليهود الذين زعموا أن الله – سبحانه وتعالى - استراح في اليوم السابع. وعندما زعموا أنهم أبناء الله وأحبَّاؤه، أو أنهم شعب الله المختار، ردَّ عليهم بقوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِـمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإلَيْهِ الْـمَصِيرُ} [المائدة: 18]. |
|