بيّنت دراسة بريطانية مختصة في علم السلوك الإنساني التفاعلي أن مشاهدتك لأي شخص
يشعر بالبرد يجعل ذلك الإحساس ينتقل إليك لا إرادياً بطريقة تطابق تماماً ما يحدث في
التثاؤب.
وكانت الدراسة التي أجريت في مركز أبحاث جامعة "سوسكس" البريطانية وأشرف عليها
علماء مختصون في هذا المجال قالت إن هذا التصرف السلوكي يندرج تحت تطبيق الاستجابة
الجسدية العمياء للسلوك البشري الفطري.
ويقول المشرفون على هذه الدراسة في تفسيرهم للأسباب الرئيسية الداعية لذلك أن البشر
في تكوينهم الفطري يربطهم تعاطف اجتماعي مشترك يدفعهم للتقليد والمطابقة في السلوك
الحركي والفكري والإحساسي.
ويعني ذلك ببساطة أن بعض التصرفات تحدث بين البشر مثل شخص يقلد نفسه أمام مرآة
ويكون هذا الأمر واضحاً جداً في تصرفات مثل التثاؤب وحك الجلد ومط الجسم والشعور
بالنعاس وغيرها الكثير مثل ما تم بيانه أخيراً من الشعور والإحساس بالبرد.
وكانت الدراسة قد اعتمدت على استنتاجاتها هذه بعد تجربة تمت على مجموعة كبيرة من
المتطوعين من مختلف الأعمار من الجنسين حيث ظهر مباشرة وبسرعة شعور إحساسهم
بالبرد بعد مشاهدتهم لمقاطع فيديو قصيرة لأشخاص يقفون في طقس بارد وقارس وآخرين
يضعون أيديهم في ماء مثلج.
وذكرت الدراسة في تفاصيلها أن الشعور بالدفء والحرارة ينتقل أيضاً ولكنه بدرجة أقل
وسرعة أبطأ من الإحساس بالبرودة وقشعريرته وبتباين نسبي يخضع لدرجة تفاعل شخصي
متفارقة بين شخص وآخر.