الله تبارك وتعالى خلق الانسان وجعله صالح لأن يميز الخبيث من الطيب ويعلم
الحق من الباطل , والخطأمن الصواب
ومع ذلك هناك من يدع الحق ويذهب الى الباطل , ويترك الصواب ويذهب الى
الخطأ ولقد بين الله أن من كانت هذه هي حاله في الدنيا فانه الجزاء في الآخرة
يكون من جنس العمل
قال تعالى(وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا)
يقول السعدي في تفسير هذه الآية
{ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ } الدنيا { أَعْمَى } عن الحق فلم يقبله، ولم ينقد له، بل
اتبع الضلال. { فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى } عن سلوك طريق الجنة كما لم يسلكه
في الدنيا، { وَأَضَلُّ سَبِيلًا } فإن الجزاء من جنس العمل، كما تدين تدان.
وفي هذه الآية دليل على أن كل أمة تدعى إلى دينها وكتابها، هل عملت به أم لا؟
وأنهم لا يؤاخذون بشرع نبي لم يؤمروا باتباعه، وأن الله لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام
الحجة عليه ومخالفته لها.
وأن أهل الخير، يعطون كتبهم بأيمانهم، ويحصل لهم من الفرح والسرور شيء
عظيم، وأن أهل الشر بعكس ذلك، لأنهم لا يقدرون على قراءة كتبهم، من شدة
غمهم وحزنهم وثبورهم.
وجاء في تفسير بن كثير
وقوله ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) قال ابن
عباس ومجاهد ، وقتادة وابن زيد : ( ومن كان في هذه ) أي في الحياة الدنيا
( أعمى ) عن حجج الله وآياته وبيناته ( فهو في الآخرة أعمى ) أي كذلك
يكون ( وأضل سبيلا ) أي وأضل منه كما كان في الدنيا عياذا بالله من ذلك .
فاللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ون الذين هداهم الله
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم