الكلمة ربما تتحول إلى فيروس , خصوصا الكلمة الخبيثة , عندما تتوطن أروقة
الأدمغة البشرية , فأنها تؤثر على عمل خلايا الدماغ , وترغمها على التفاعل
بأسلوب جديد , وآليات تتطابق وما فيها من قدرات العبث والخراب ...
فالكلمة الخبيثة كأي فيروس , يمكنها أن تصنع دوائرها الدماغية المتصلة بها
والمتعززة بقدرات التفاعل التصاعدي المتراكم , الذي يؤدي إلى صناعة حالة ذات
إستجابات أوتوماتيكية سريعة وقوية ...
فعندما تتعزز أركان الكلمة في أروقة الدماغ , فأنها تؤدي إلى تفاعلات سلوكية
مرتبطة بها , ومعبرة عن إرادتها وما تهدف إليه من الغايات والتوجهات
والصيرورات التي تريد تحقيقها.
وكل كلمة تدفع إلى سلوك يتوافق وما فيها من المعاني والمقاصد ...
فالكلمات الفاسدة ستصنع سلوكا الفساد , والكلمات الشريرة ستحقق فعل الشر ...
والكلمات الطيبة ستؤدي إلى عمل الخير ...
وهكذا هي أحوال الكلمات والسلوك , لأن الأدمغة البشرية يمكن برمجتها
بالكلمات , ويمكن تدميرها بالكلمات , ويمكن تحقيق أخطر الإلتهابات
والإضطرابات الفيروسية , بواسطة الكلمات الخبيثة المعبأة بطاقات إنفعالية
سلبية , تزعزع أنظمة التفكير وتشل البصيرة , وتحيل البشر إلى دمية أو
آلة أو فريسة لإرادتها ونواياها السيئة ...
وقد لعبت فيروسات الكلمات دورها المخرب في بعض المجتمعات , ولا زالت
منتشرة , بل ويتم نشرها من قبل مختبرات توليدها ومصادر إطلاقها , لكي تعبث
بالعقول وتدمر الأدمغة , وتحول أصحابها إلى ضحايا على مائدة الإفتراس الحضاري
المروعة المعاصرة , المقنعة بأسمى المثل والقيم النبيلة.
و"الكلمة الطيبة صدقة"