قال تعالى : " يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا "
[آل عمران: 30]
وقال تعالى : " وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ " [الأنبياء: 47]
وقال تعالى : " وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا " [الكهف: 49] .
اقتضت هذه الآيات وما أشبهها خطر الحساب في الآخرة، لذا وجب علينا
الاطلاع على عيوبنا ولا ينجينا من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة
لأنفسنا وصدق المراقبة، فمن حاسب نفسه في الدنيا خف حسابه يوم
القيامة وحَسُنَ منقلبه ومن أهمل المحاسبة دامت حسراته .
إن العقل يحتاج إلى مشاركة النفس، وأن يوظف عليها الوظائف، ويشرط
عليها الشروط ويرشدها إلى طريق الفلاح ، ثم إنه لا يغفل عن مراقبتها،
فإنه لا يأمن خيانتها، وأن لا يغفل عن جوارحه
فالعين يحفظها عن النظر إلى ما لا يحل النظر إليه، وهكذا مع باقي الأعضاء
وأن يكون متجهًا إلى الحلال متجنبًا الحرام
وكذلك يعاتبها ويعاقبها عن أي كسل أو خمول ليستوفي منها ما فرط، وأن
يجاهد نفسه في العمل للزيادة لا النقصان
وبذلك (تزكية النفوس) تعرف حق الله تعالى عليك، وهذا يجعلك ماقتًا لنفسك،
مزريًا عليها، ويخلصك من العجب ورؤية العمل ويفتح لك باب الخضوع والذل
والانكسار بين يديه.
وأن النجاة لا تحصل لك إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته، فإن حقه أن يُطاع ولا
يعصى وأن يُذكَر فلا ينسى، وأن يُشكرَ فلا يكفر جل جلاله وتقدَّست أسماؤه
وصفاته .