التوحيد معناه: إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وترك عبادة ما سواه.
وهذا الموضوع تكرر ذكره في كتاب الله عز وجل ولا محال تخلو سورة ممن سور
القرآن العظيم إلا وفيها ذكر للتوحيد وأمر به وحث عليه وهباك سور كثيرة وخصوصاً
المكية تكون من أولها إلى آخرها في موضوع التوحيد، بل إن الأمام ابن القيم رحمه
الله في كتابه "مدارج الساكين" يقول: إن القرآن كله في التوحيد لأنه إما خبر عن
الله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته وأمر بعبادته وحده لا شريك له ونهي عن الشرك
وإما بيان لجزاء الموحدين الذين أخلصوا العبادة لله عز وجل في الدنيا والآخرة وبيان
لجزاء المشركين الذين أعرضوا عن التوحيد وما حل بهم من العقوبات في الدنيا وما
ينتظرهم في الآخرة وإما إخبار عن الموحدين من الرسل وأتباعهم أو إخبار عن المكذبين
من المشركين وأتباعهم من الأمم السابقة كقوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب
وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات وغيرهم من الأمم لما أعرضوا عن التوحيد
وعصوا الرسل وماذا حل بهم وإما بيان الحلال والحرام وهذا من حقوق التوحيد فالقرآن
كله توحيد لأنه إما لبيان التوحيد وبيان مناقضاته ومنقصاته وإما إخبار عن أهل التوحيد
وما أكرمهم الله به أو إخبار عن المشركين وما انتقم الله تعالى منهم به في الدنيا وما
أعد لهم في الآخرة ، وإما أحكام حلال وحرام وهذا من حقوق التوحيد فالقرآن كله في
التوحيد وحقوقه ومفسداته ومبطلاته فالقرآن كله يدور على التوحيد.