الإيمان هو الإسلام، والإسلام هو الإيمان عند الإطلاق؛ لأن الإيمان تصديق القلوب
وكل ما يتعلق بالإسلام من قول أو عمل، والإسلام كذلك هو الانقياد لله والخضوع
له، بتوحيده والإخلاص له وطاعة أوامره وترك نواهيه، فإذا أطلق أحدهما شمل
الآخر، كما قال عز وجل (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ).
يعني والإيمان داخل في ذلك.
أما إذا جُمعا فإن الإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو الأعمال الباطنة، إذا
جمع بينهما كما في حديث جبريل لما سأل النبي عن الإسلام والإيمان، فسر له
النبي الإسلام بالأمور الظاهرة كالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج، وفسر
له الإيمان بأمور باطنة، (قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم
الآخر وبالقدر خيره وشره).
هذا هو الفرق بينهما: عند الاجتماع يكون الإسلام المراد به الأعمال الظاهرة، والإيمان
الأعمال الباطنة، وعند انفراد أحدهما يدخل فيه الآخر، وهكذا قوله سبحانه وتعالى:
(الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى
عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان).
فالإيمان بضع وسبعون شعبة يدخل فيه الإسلام؛ ولهذا ذكر أفضل ذلك: لا إله إلا الله
وهي أصل الإسلام، فدل ذلك على أن الإيمان إذا أطلق دخل فيه الإسلام، وهكذا إذا
أطلق الإسلام دخل فيه الإيمان عند أهل السنة.