اليأس والقنـوط هما فقدان الامل …
ولكن في القنــوط نجد ان الامر يمكن ان يحصل بعد طول انتظار …
.اما في اليـأس فنرى ان الامر لن يتحقق فهو ميئوس منه ..
قال الله تعالى : وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواوَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ
وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ سورة الشورى .آية ..28 ..
فنجد بان الناس قد قنطوا من نزول الغيث ..ولكن الله تعالى ينزله وينشر
رحمته بعدها …
(قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين) سورة الحجر …آية 55
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ سورة الشورى ..آية …53
فنرى ان الذين قنطوا من رحمة الله يبشرهم ربهم برحمة منه وبالمغفرة
وان الله تعالى يأمر بعدم القنــوط من رحمته ..
والقنـوط يكون مع الانتظار ..فنرى الناس ينتظرون الغيث و يتاخر ..
وابراهيم عليه السلام كان ينتظر الولد لكنه تقدم في العمر وكذلك زوجته
قال الله تعالى في اليأس :وَالَّلائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ
فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَالَّلائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ
حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا سورة الطلاق ..آية …4 …
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوامِن رَّحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
سورة العنكبوت …آية ..23 …
(يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيئسوا من روح الله انه لا
ييئس من روح الله الا القوم الكافرون)سورة يوسف ..آية …87 ….
ففي اليأس نرى عدم الانتظار للشيء وفقدان الامل منه كما يحصل مع
النساء المتقدمات في السن فييأسن من المحيض .
ولا ينتظرونه بعد طول انقطاع …وكذلك يئس الكافرون من رحمة ربهم ..
فهم لا ينتظرون تلك الرحمة لان الله تعالى لن يرحمهم ..
ولكن يبقى امر مهم جدا .
فيمكن للانسان ان ييأس من كل شيء الا ….روح الله …
روح الله ….
يبقى المدد الأخير للانسان … كما قال يعقوب لاولاده ان لا ييأسوا
و يذهبوا ليتحسسوا من يوسف واخيه ..
فمهما حصل ومهما يأس الانسان او قنط عليه ان لا ييأس من روح الله
فهي المعجزة التي تأتي دون إنتظار