قد يجرّ البخل على صاحبه الويل، خاصة إذا كان المرء بخيلا على نفسه، فيحكى عن ثري بخيل كان مصابا بمرض في العين يؤدي إلى فقد تدريجي للبصر في حال لم يعالج اتجه هذا البخيل إلى أحد أطباء العيون المشهورين فقال:
أمامك فرصة وحيدة و هي أني سوف أجري لك عملية حالتك في أقرب فرصة وسوف تكلّفك العملية حدود 30 ألف ريال، لكن هذا الرجل أستغلى المبلغ، فقرر أن يبحث عن وسيلة للعلاج المجاني فاستغرقت تلك الوسيلة حوالي ست أشهر ولمّا يئس من التحويل المجاني على الطبيب رجع لكن بعد فوات الأوان فقد خبا نور عينيه إلى النهاية. موقف أخير:
فقد عرف عن أحد المعلمين القدماء البخل الشديد الذي يصل إلى درجة الشحّ، كان في
تلك الفترة يستخدم القاري (العربة) التي يجرها حماره، ليصل إلى المدرسة التي
يدرّس فيها مبكرا ليتسنّى له بيع الخضروات أمام المدرسة قبل بداية الدوام!!
استمرّ هذا المعلم بهذه الطريقة، رغم أن زملاءه استبدلوا الحمير بالدراجات
الهوائية، ثم الدراجات البخارية، ثم السيارات، لكنه بقي محافظا على البيئة من التلوث
بعوادم هذه السيارات خوفا من دفع قيمة السيارة وطمعا في بعرات الحمار التي يلتقطها
من الأرض ليحتفظ بها لتسميد مزرعته!!.
أصيب هذا المعلّم بداء السكري، لكنه لم يراجع الطبيب المختصّ في المستشفى في
الهفوف، ولمّا ضغط عليه زملاؤه في المدرسة للذهاب صارحهم:
نفسي لا تطاوعني أن أدفع مبلغ التاكسي إلى المستشفى!! إلا أن المرض لم يكن ينتظر
متى ما جادت نفسه بمبل التاكسي فأصيب بمضاعفات السكري فأمر الأطباء بقطع ساقيه!!
وما لبث بعدها أن مات بعد فترة وجيزة!!.
ماأقبح البخل
وقد ذم الله تعالى البخل والبخلاء في كتابه فقال (وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى
فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ماله إذا تردى) أي ان الله يتوعد البخلاء بأن يجعل
عاقبة أمرهم عسراً فتكون حياتهم كلها صعبه ولا يعرف السهل واليسر لهم طريق ..