يمتلك الكثيرون بيوتا أجل، ولكنهم لا يعيشون جميعا هانئين ومرتاحين، لأن نسبة البيوت
أكبر من نسبة السعادة بما يفوق النصف، ونسبة الأزواج المتنافرين أكبر بكثير من نسبة
الأزواج المتفقين..
ونستطيع القول جازمين أن جل الأزواج المعاصرين يعيشون في صراع مقيت لأسباب
مختلفة، قد تكون حقيقية وقد تكون تافهة، أما غيرهم من الجيل السابق فيعيشون معا
بحكم التعود والعشرة وحفاظا على مستقبل الأبناء وهذه بالفعل معضلة كبرى يمكن إضافتها
إلى الكوارث الأخرى التي تعصف بتماسك مجتمعنا الذي أصبح قائما على كفّ عفريت
تماما كما هي الأسر، يهرب أربابها بحثا عن السعادة في مكان آخر مع شركاء آخرين قد
يجعلون لحياتهم طعما ولوجودهم معنى..
هذا الهروب، وحتى إن لم يكن الحل الأمثل، إلا أنه الطريق الأسهل للوصول إلى السعادة
المفقودة التي لو بحثوا عنها في منازلهم لأدركوا بأنها موجودة، لأنها بالفعل تحتاج إلى
حلول مجدية، قد لا تعجب الطرف المستضعف، ولكن ما باليد حيلة حين تنغلق جميع الأبواب
في وجه السعادة الزوجية وتصبح العشرة لا تطاق بين اثنين حصل شقاق عميق بينهما أو
حالت ظروف صحية، اجتماعية أو نفسية دون التوافق فيما بينهما، ولبيت سعيد نسوق بعض
النصائح:
ـ هناك حكمة تقول: "تكمن سعادتك في بيتك، فلا تبحث عنها في حديقة الغرباء". وانطلاقا
من هذا، ندعو كل زوج وزوجة للبحث عن مقومات الحياة الهانئة في عشها الزوجي قبل
اللجوء إلى طرف آخر.
ـ وهناك حكمة تقول: "من الخطأ أن نبحث عن السعادة والأفضل أن نخلقها لأنفسنا..
وهي الحقيقة المطلقة، لأن جهودنا تعطى ثمرات فرحتنا في غالب الأحيان، وعليكم أيها
الأزواج بذل مجهودات صغيرة لتحقيق سعادة كبيرة هي في الأصل من صنع أيديكم.
ـ الحوار ثم الحوار ثم الحوار، دائما نركز عليه، لأنه أساس السعادة التي لن يصل إليها طرف
يصم أذنيه عن سماع شريكه، ويتوانى عن إخباره بكل ما يفرحه ويزعجه.
ـ هناك حكمة أخرى تقول: "من لم يمتحن الألم يجهل ثمن السعادة"، بمعنى أن الحياة الزوجية
ليست دائما ضحك ولعب ومزاح ومداعبة، بل هي مزيج بين الحلاوة والمرارة، ومن لا يبكي
ويقلق بالتأكيد لن يشعر بالفرحة وطعمها المتميّز بعد التوتر والخوف الشديدين.
ـ أخيرا نذكركم أيها الأزواج أن البيت الذي لا توجد فيه السعادة هو مسكن للشيطان وشركائه