حدوة الحصان يعتبر واحداً من الطقوس العالمية واسعة الانتشار، ويتصور من يضع حدوة
حصان أعلى باب بيته، بقدرتها العجيبة على حماية أهل البيت من الحسد، فهو يهدف أساساً
إلى جذب اهتمام الناظر قبل دخوله الدار إذا كان حسوداً، وبهذا يذهب حسده إلى الحدوة دون
أن يستطيع التأثير على ساكني الدار.
تصنع الحدوة عادة من الحديد أو الصلب، وتختلف في شكلها وحجمها ما بين قطعة رقيقة من
المعدن تخصص لخيول السباق، إلى الحدوات الثقيلة ذات الأسنان الحادة للخيول التي تجر
الأثقال في الغابات أو على الجليد،
تحمي حدوة الحصان أقدام الخيول التي تركض أو تعمل على الطريق أو على سفوح صلبة
أخرى مثل مضمار السباق، وتزن أفضل حدوة لمعظم الخيول نحو 230 غ ولها مسامير
قليلة، وتوضع على أرجل بعض خيول الركوب ويرجع استخدامها إلى القرن السادس قبل
الميلاد.
استخدم الرومان لخيولهم حدوات من الحديد مركبة في أحذية جلدية، وكانت صناعة الحدوات
وتركيبها حرفة مهمة قبل اختراع السيارة، وكان صانع الحدوات يعالج الخيول من أمراضها
قبل ظهور الطب البيطري.
والخرافة تجعل من الحدوة تميمة تجلب لحاملها الحظ السعيد، ولكن من أين جاء هذا الطقس؟
هذا ما نحاول التعرف عليه في إطلالتنا القصيرة.
في كتابه «قصة العادات والتقاليد وأصل الأشياء»، يقول الباحث الإنجليزي تشارلز باناتي
إن حدوة الحصان أكثر تعويذات الحظ انتشاراً في العالم، إذ شاعت في كل زمان ومكان
وحيثما وجد الحصان والإنسان.
اخترع الإغريق حدوة الحصان في القرن الرابع وعدوها مثالاً للحظ الجيد، إلا أن الأساطير
تعزو تلك العادة إلى القديس دونستان الذي أعطى للحدوة المعلقة فوق باب المنزل قوة
خاصة لردع الشيطان.
وأخذت شكل هلال القمر الذي اعتبره الإغريق رمزاً للخصب والحظ الجيد، بينما أخذ الرومان
حدوة الحصان عن الإغريق عادين وظيفتها المزدوجة في حدي الأحصنة وردع الشيطان
والأرواح الشريرة.
ويرجع تشارلز باناتي أصل التعويذة الجالبة للحظ السعيد إلى حداد فقير، جاءه شخص يطلب
منه أن يصنع له حدوة لقدميه، وعندما نظر الحداد إلى قدم الشخص وجدها مجزأة ومتشققة
فعرف أنه الشيطان، عندها طلب منه الحداد الذكي أن يثبته في الحائط ليركب له الحدوة، وفعلاً
رضخ الشيطان لمطلب الحداد الذي ربطه بقوة إلى الجدار وبدأ بتركيب الحدوة ، وأخذ يضربه
بشدة حتى سال الدم من قدمي الشيطان ومن أنحاء جسده قبل أن يفك أسره ويطلقه ، وبعدها
بدأت الحدوة توضع على الأبواب لتذكير الشيطان بتلك القصة، فيهرب الأخير ولا يقترب من
المنزل مجرد رؤيته الحدوة.