الثابت بن أواس الأزدي( مأواس من أبناد حجر من الهنوء الأزدي)شاعر جاهلي من فحول
الطبقه الثانية.
كان من فتاك العدو وعدّائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم، قتله بنو
سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتله، فكانت الواحدة منهم قريبة من عشرين خطوة.
في رواية نشأته اختلافات بين المؤرخين لعلَّ أبرزها الآتي:
نشأ في قبيلة فهم العدنانية، قبيلة أمِّه.
بعد أن قتلت سلامان بن مفرج والده فثار انتقاماً لوالده، فقتل به منهم تسعاً وتسعون
رجلاً وأوفى المئة بعد أن ركل رجل جمجمته ودخلت عظمة في رجله فهاجت عليه فمات.
أسرته فهم، فلم يزل فيهم حتى أسرت سلامان بن مفرج من الأزد رجلاً من فهم ففدته فهم
بالشنفري،
فنشأ في سلامان لا تحسبه إلّا ،أحد منهم حتى نازعته بنت الرجل الذي كان في حجره،
كان السلامي قداتخذه ولداً له، فقال لها الشنفري: أغسلي رأسي يا أخية.
فأنكرت أن يكون أخاها، فلطمته، فذهب غاضباً حتى أتى أباها فقال له: اصدقني ممَّن أنا؟
قال: أنت من
الأواس بن الحجر، فقال: أما إنِّي لن أدعكم حتى أقتل منكم مئة بما استعبدتموني فمرَّ
على الفتاة السلامانية التي لطمته فقال:
ألا ليْتَ شِعْري و التَلهّفَ ضَلّة *** بِما ضَربَت كفُّ الفَتاةِ هَجينها
ولوعَلِمْتَ قَعْسوسَ أنساب والدِي*** ووالدِهَا ظلّت تَقاصِر دُونها
أنا ابنُ خَيارِ( الحجر) بَيْتَاً ومَنْصِباً *** وأُمي ابنة الأَحْرار لو تَعلمينها
إن سلامان سبّت الشنفري وهو غلام، فجعله الذي سباه في بهمه يرعاها مع ابنته،
فلمّا خلى بها ذهب ليقبلها
فلطمته، وقيل طلب أن تغسل رأسه وقال: اغسلي رأسي يا أخية، فلطمته، فخرج
أباها إليه فوجده ينشد أبياتاً يأسف فيها على ما فعلته الفتاة وإنّها لا تعرف نسبه،
فسأله الرجل عن نسبه فقال: أنا أخو الحارث بن ربيعة
فقال له: لولا أنّي أخاف أن يقتلني بنو سلامان لأنكحتك ابنتي، فقال: على، إن قتلوك،
أن أقتل بك مئة رجل منهم،
فأنكحه ابنته، وخلّى سبيله، فشدت عليه بنو سلامان فقتلوه، ثمَّ أخذ يوفي بوعده
للرجل، فيغزو بنو سلامان ويقتلهم.
ومهما يكن من أمر هذه الروايات، فإنَّه من الثابت أنَّ الشنفري أنشأ مع بعض رفقائه
العدّائين، ومنهم تأبط شراً،
والسليك ابن سلكة، وعمرو بن البراق وأسيد بن جابر عصبة عرفت في الأدب العربيّ
بالشعراء الصعاليك وكان الشنفري سريع العدو لا تدركه الخيل حتى قيل: أعدى من
الشنفري، وكان يغير على بنو سلامان، حيث عاش الشنفري في البراري والجبال
وحداً حتى ظفر به أعداؤه فقتلوه قبل سبعين سنة من الهجرة النبوية.