من النادر أن يوافق يوم عرفة، يوم الجمعة، وهو ما يجعل له ميزة إضافية هذا العام
ويزيد من فرص القبول وإجابة الدعوات في هذا اليوم المبارك، وفى الحديث عن النبي
صلى الله عليه وسلم:"ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة"
فلا تضع هذا اليوم العظيم في غير طاعة الله، وأكثر من كل وجوه الخير والطاعات، الذكر
وقراءة القرآن، والابتهال إلى الله بالدعوات، حتى تبدأ صفحة جديدة مع الله في كل شيء
صفحة ناصعة البياض لا سيئات فيها أو ذنوب.
وإذا كان يوم الجمعة فيه ساعة إجابة، فإن ساعات يوم عرفة كلها إجابة، فلا يلومن أحد
إلا نفسه إن خرج في هذا اليوم صفر اليدين وأمامه كل هذه الساعات الطوال لا يقدر قيمتها
ولا يغتنم خيرها، إنه يوم استثنائي في كل شيء، فكن أنت كذلك استثنائيًا في كل شيء.
استعد من الآن، شمر عن ساعديك، حدد أولوياتك لهذا اليوم، لا تشغلن نفسك إلا بالذكر فيه
ولا تتوقف عن الدعاء بما يجري على لسانك، وما يتمناه قلبك، ولا يفوتك صيام يوم عرفة
فإنه صيام يكفر سنتين، السنة الماضية، والسنة القادمة.
والعمل الصالح في هذا اليوم أفضل من الجهاد في سبيل الله، فتوجه إلى الله بقلب منكسر
وتذلل وخشوع، عساك تكون فيه من المقبولين، فالله تعالى أكرم من أن يرد سائلاً، وهو
سبحانه الغني عن عذابنا، فاللهم لا تخرجنا من هذا اليوم إلا وقد غفرت لنا، وقبلت دعواتنا
وحققت لنا كل أمانينا، يا واسع الفضل، يا كريم الجود.