حينما تمتلكني أشباح الأحزان أهرب مسرعاً نحو البحر، أقترب من شاطئه،
لأجلس فوق صخرة طاعنةٍ بالسن شكّلتها الأمواج المتلاطمة، وغطتها طبقة
من الرمال المبللة، ليزداد تبللها بقطرات تنزلق فوق خدَّيَّ ،معانقاً ساقيَّ اللتين
ترتجفان بردا ، ممعناً بكل الفجوات التي أحدثتها الدموع السابقة ..
يناديني بصوته الحنون ... ويرمي بقطرات الماء نحوي محاولاً أن يلفت انتباهي
يدنو مني ببطء، يعانقني بطريقته الساحرة ليخفف عني... ، يهمس في أذنيّ:
( أرم ِ جميع أحزانك بأعماقي ولا تدع شيئاً، فأعماقي كفيلة بأن تحتويها،
أُخرج من ضيق صدرك واركب أمواجي ). فأبتسم له...
وما هي إلا لحظات ، وأعود لبيتي كأنما ولدتُ من جديد .