أخي الحاج الكريم : تذكَّر قوله عليه الصلاة والسلام عن الحج والعمرة بأنهما " جهـــاد
لا قتال فيه "
وأن الحج مدرسة للأخلاق ، وتهذيب للنفوس ، وسمو بها إلى أعلى المقامات وهو اختبار
عمليٌّ للصبر والأخلاق ،
فلربما مرضت أو تعبت أثناء تنقلك بين المشاعر ، أو ربما فقدت شيئاً عزيزاً عليك أو
سمعت خبراً مزعجاً ،
أو ربما أحسنت فأُسيء إليك ، أو أصابك الهم والحزن ، أو ربما ضاع مالك أو سُرِق
بإهمال منك أو من غير إهمال
- لذا عليك أن تعلم بأن هذا كله ابتلاء من الله تعالى ليمتحن صبرك وثباتك وصدقك أو
لحكمة أخرى أرادها الله سبحانه ؛ لذا أوصيك هنا بوصايا :
أولاً : الصبر الصبر الصبر وأكثر من قول " قدَّر الله وما شاء فعل " واحذر من أن
تقول :
لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن أكثر من الاسترجاع وتذكر قول الله عز وجل
" ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر
الصابرين *الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئِك عليهم
صلوات من ربهم ورحمة وأولئِك هم المهتدون " سورة البقرة .
ثانياً : اعلم " إن لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه
لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه " ..
ثالثاً : أَحسن الظن بالله عز وجل ، وأنه سيعوضك خيراً كثيراً ؛ فإن رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول في الحديث القدسي فيما يرويه عن ربه أنه تعالى قال :
" أنا عند ظن عبدي بي ما شاء " . ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام
" عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سرَّاء
شكر فكان خيراً له ،وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له " أخرجه مسلم .
ونسأل الله أن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال وندعوه عز وجل بدعوة أبينا إبراهيم
وابنه إسماعيل " ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " ..
هذا وإني أذكرك أخي الكريم بقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم "
إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ،ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "
رواه مسلم