{ أفحكم الجاهلية يبغون } المائدة .
فالجاهلية كما يصغها الله و يحددها قرآنه هي حكم البشر للبشر لأنها هي عبودية
البشر للبشر ، والخروج من عبودية الله ، ورفض ألوهية الله ، والاعتراف في
مقابل هذا الرفض بألوهية بعض البشر .
إن الجاهلية – في ضوء هذا النص – ليست فترة من الزمان ، ولكنها وضع من
الأوضاع .
هذا الوضع يوجد بالأمس ، ويوجد اليوم ، ويوجد غدا .
فيأخذ صفة الجاهلية ، المقابلة للإسلام ، والمناقضة للإسلام .
والناس - في أي زمان وفي أي مكان –
إما أنهم يحكمون بشريعة الله - دون فتنة عن بعض منها – ويقبلونها ويسلمون
بها تسليما .
فهم إذن في دين الله .
وإما أنهم يحكمون بشريعة من صنع البشر .
فهم إذن في جاهلية .
وهم في دين من يحكمون بشريعته ، وليسوا بحال في دين الله والذي لا يبتغي
حكم الله يبتغي حكم الجاهلية .
وهذا مفرق الطريق ، يقف الله الناس عليه .
وهم بعد ذلك بالخيار .
" و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون " .