{ وهو الذي يتوفكم بالليل .. } الأنعام .
فهي الوفاة إذن حين يأخذهم النعاس ، هي الوفاة في صورة من صورها بما يعتري
الحواس من غفلة ، وما يعتري الحس من سهوة ، وما يعتري العقل من سكون وما
يعتري الوعي من سبات – أي انقطاع –
وهو السر الذي لا يعلم البشر كيف يحدث ، وإن عرفوا ظواهره وآثاره ، وهو الغيب
في صورة من صوره الكثيرة المحيطة بالإنسان ..
وهؤلاء هو البشر مجردين من كل حول و طول – حتى من الوعي –
ها هم أولاء في سبات وانقطاع عن الحياة ، هاهم أولاء في فبضة الله – كما هم دائما
في الحقيقة – لا يردهم إلى الصحو والحياة الكاملة إلا إرادة الله ..
{ ويعلم ما جرحتم بالنهار }
فما تتحرك جوارهم لأخذ أو ترك ، إلا وعند الله علم ما كسبت من خير أو شر ..
وهؤلاء هم البشر مراقبين في الحركات والسكنات ، لا يند عن علم الله منهم شيء
مما تكسبه جوارحهم بعد الصحو بالنهار .
{ ثم يبعثكم فيه ليقضى اجل مسمى }
أي يوقظكم في النهار من سباتكم وانقطاعكم ، لتتم آجالكم التي قضاها الله ..
وهؤلاء هم البشر داخل المجال الذي قدره الله .
لا مهرب لهم منه ، ولا منتهى لهم سواه .
{ ثم إليه مرجعكم }.
{ ثم ينبئكم بما كنتم تعملون } .
فهو عرض السجل الذي وعى ما كان وهو العدل الدقيق الذي لا يظلم في الجزاء .