ربما تكون جائحة كورونا قد ولت لكنها خلفت وراءها عشرات آلاف الأطنان من نفايات
الكمامات ذات الاستخدام الوحيد، والتي أصبحت تشكل معضلة بيئية عالمية. وللحد من
مخاطر هذه النفايات ابتكر الباحثون طرقا مختلفة لإعادة تدوير المواد التي صنعت منها
الكمامات.
وأثار الارتفاع الكبير في النفايات البلاستيكية الناتجة عن جائحة كوفيد-19 إنذارات على
مستوى العالم.
وقدرت كميات الكمامات المستخدمة يوميا في أوج الجائحة بحوالي 7200 طن. ينتهي
الأمر بحوالي 75% منها، بالإضافة إلى النفايات الأخرى المرتبطة بالوباء، في مدافن
النفايات، أو طافية فوق مياه البحار.
تحويل الكمامات إلى بطاريات
توصل فريق من الباحثين من المكسيك والولايات المتحدة إلى طريقة لتحويل نفايات الكمامات
الطبية إلى بطاريات يمكنها تخزين القدر نفسه من الطاقة مثل بطاريات الليثيوم أيون، ويمكن
أيضا أن تكون منخفضة التكلفة ونشرت دراستهم في دورية
"جورنال أوف إنرجي ستوردج" (Journal of Energy Storage).
وقام الباحثون في الدراسة، (anthropocenemagazine)، بتطهير
الكمامات باستخدام الموجات فوق الصوتية، وغمسها في حبر مصنوع من مادة
كربون الغرافين المعروفة بموصليتها الممتازة.
ثم قاموا بضغط الأقنعة المطلية بالغرافين وتسخينها لصنع حبيبات صغيرة استخدمت لصنع
قطبي البطارية. ولتحسين قدرة الأقطاب على الاحتفاظ بالشحن، تمت تغطيتها بمادة خاصة
من أكسيد الكالسيوم والكوبالت.
كما استخدم الباحثون أيضا الكمامات لصنع الطبقة العازلة الفاصلة بين القطبين بعد نقعها في
إلكتروليت، ثم لفوا الجهاز في علبة واقية مصنوعة من عبوات الدواء البلاستيكية.
النتيجة كانت مبهرة، فقد أظهرت هذه البطاريات قدرة على تخزين الطاقة مماثلة لبطاريات
الليثيوم أيون التجارية الحالية، لكنها تتميز عليها بكونها يمكن أن تكون رفيعة ومرنة وأقل
كلفة بكثير.