للصدقة اجر عظيم في غير رمضان، فما بالك في رمضان وفي هذه الظروف بالتحديد.
فعن ابن عباس قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا
يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ.
فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.
والصدقة لا تستوجب ان تكون غنيا لتتصدق، فالصدقة تكون من الاغنياء والفقراء، كل
حسب استطاعته. فهناك من يتصدق بتمرة، واخر بنصيب من المال، واخر بالمصحف
الكريم، واخر بملابس للاطفال،.....الخ
اذن فعلينا ان ندرب انفسنا على الصدقة ولو بشيئ بسيط ولا نخش قلة المال، فان الله
يعوضنا ما انفقناه، قال تعالى: (وما انفقتم من شيئ فهو يخلفه)
-على عكس الصدقة، فان الزكاة تعتبر فرضا وركنا من اركان الدين، الا انها تؤخذ من
الاغنياء فقط، وتعطى للفقراء والمساكين، يقول تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ
وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وقد اجاز العلماء اخراج الزكاة قبل حولان الحول، اي قبل استكمال السنة القمرية، وذلك
حتى يستنفع بها المعنيون بالامر في هذه الظروف الصعبة. والمعنيون بامر الزكاة والذين
يستحقون ان تعطى لهم، هم الاصناف الثمانية المذكورة في القران الكريم:
(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ
وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
فضائل الصدقة: تؤدي الصدقة الى ما يلي:
- تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى
- تمحو الخطايا والذنوب
-تقي من النار، والعياذ بالله
- تظل صاحبها يوم القيامة
- تداوي الامراض والاسقام
- تدفع البلاء والمصائب
- تؤدي الى البر والاحسان
- تجعل الملائكة تدعو لصاحبها
- تساعد في البركة وتوسيع الرزق
- مضاعفة الاجر للمتصدق
- عندما يتصدق المسلم ويصوم، ويتبع جنازة، ويزور مريضا في يوم واحد،
الا وكتبت له الجنة
- الصدقة تشرح الصدر ويطمئن لها القلب فالسعادة في العطاء وليس في الاخذ
- الصدقة تطهير لمال التجار...
هذه بعض فضائل الصدقة، وافضل الصدقات ما كانت سرا، لان صاحبها يقدمها
للمحتاج لوجه الله، وابتغاء لمرضاته وثوابه، وليس للظهور والتباهي امام الناس
بانه من المتصدقين.
يقول تعالى: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ
لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).