أطلق الله تعالى اسم ” أم القرى ” على مدينة مكة في كتابه الكريم مرتين ، فقد
قال في سورة الأنعام : ” وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ
أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ”
كما قال في سورة الشورى :” وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ
حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ” .
وقد اختلف العلماء في تفسير السبب حول تسمية مكة المكرمة بام القرى ، ومن بين
تلك الأسباب التي توصلوا إليها :
– أن مدينة مكة المكرمة هي أقدم القرى التي عرفتها البشرية ، كما أنها تعد من
أشرف وأطهر المناطق بالعالم ، والله تعالى يفضلها على باقي الأماكن الموجودة على
سطح الأرض .
– تعد أرض مكة المكرمة من الأراضي المنبسطة ، ونظرًا لأن الأرض قد دحيت من
تحتها لذلك يطلق عليها اسم ” أم ” .
– تضم مكة المكرمة بيت الله الحرام ، وهو أول البيوت التي يشد إليها الرحال من
أجل التعبد ، وبعدها مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة فقد
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ
الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والمسجدِ الأقصى ” كذلك فإن الكعبة
هي قبلة أهل القرى بالصلاة ومآلهم بالحج .
– مكة المكرمة هي المكان الذي شهد ولادة وحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
آخر الأنبياء والرسل كما أن الرسالة التي حملها النبي هي رسالة الإسلام والتوحيد
وكانت مكة مكان انطلاقتها إلى الكون أجمع فالله تعالى أرسل النبي محمد برسالته
لينشرها إلى الناس وشعوب الأرض كافة في مشارق الأرض ومغاربها لهدايتهم إلى
طريق النور .