ولد هذا الملك في عام 160 قبل الميلاد وتوفي في عام 104 قبل الميلاد
وإشتهر بنضاله من أجل تحرير مملكته التي كانت متواجدة في شمال إفريقيا
من حكم وسيطرة الدولة الرومانية، وكان مشهور بحكمته وبذكائه وبقدراته
البدنية، ومهاراته كمحارب وكان جده هو حاكم ماسينيسا وهو الملك ميسيبسا
والذي كان في البداية غير معترف بحفيده، حتى وحاول كثيرا التقليل منه.
حاول الملك ميسيبسا أن يبعد حفيده عن المملكة فقام بإرساله لمساعدة الجنرال
سكيبيو في الهجوم على نومنسيا في أسبانيا، ولكن بطولات يوغراطة جعلت
الجنرال سكيبيو يعجب به فقام بإقناع الملك ميسيبسا بتبنيه والإعتراف به شرعيا.
حكم يوغرطة لنوميديا
توفي الملك ميسييبسا في عام 148 قبل الميلاد، وكان له إبنان على قيد الحياة
وهما هيمبسال وعزربل، بالإضافة لحفيده، فتم تقسيم حكم نوميديا بين الثلاثة
ولكن يوغرطة لم يعجبه هذا فحاول إغتيال عمه عزربل، ولكن فشل، وفر عزربل
وذهب إلى روما وطلب المساعدة، وبالفعل وقفوا بجانبه، وتم تقسيد نوميديا إلى
قسمين الجزء الغربي للملك يوغرطة والجزء الشرقي لعمه عزربل.
كان الجزء الغربي فقير وغير متطور ولا يوجد به إمكانيات، أما الجزء الشرقي فكان
الاكثر تطورا والأكثر إمكانيات، وهو ما جعل يوغرطة يقوم بإغتيال عمه، ونجح هذه
المرة، ولكنه قتل في هذه الهجوم عدد كبير من الإيطاليين الذين كانوا يتجارون في
الجزء الشرقي.
قتل التجار الإيطاليين أغضب روما فقام مجلس الشيوخ بإعلان الحرب على نوميديا،
وحاول القنصل لوسيوس كالبورنيوس التدخل من أجل إنهاء هذه الحرب، ولكن
كل محاولاته فشلت، وأرسلت روما جيش لمحاربة ملك نوميديد بقيادة كوينتوس
كايسليوس، والذي حقق الكثير من الإنجازات.
وبالرغم من مهارة القائد كوينتوس كايسليوس لم يستطيع القبض على ملك نوميديا
فتم إستبداله بالقائد غايوس ماريوس، والذي مارس كل أنواع الحيل من أجل القبض
على الملك، حتى أن الملك كان يعتمد على زوج والدته في الكثير من الأمور وكان
يساعده في حربه ضد الرومان، ولكن إستطاع قائد الجيش الروماني السيطرة على
زوج الأم وجعله يخون الملك، وتسببت خيانته في القبض على ملك نوميديا، وكان
هذا في عام 106 قبل الميلاد.
بعد هزيمته أمام الرومان تم القبض عليه وإرساله إلى روما، ليتم سجنه هناك،
وإختلفت الأراء حول وفاته، فمنهم من يقول أنه تم قذفه في نهر التيبر، حيث تم
ربطه في حجر كبير ثم تم رميه من فوق صخرة تاربايان، وهناك رواية تقول بأنه
تم قذفه من البرج الذي كان يسجن فيه، وهناك رواية أخرى تقول بأنه عندما كان
في طريقة إلى روما بعد أسره قام الجنود بقطع أذنيه طمعا بما كان فيهما من ذهب
وبعد سجنه مات نتيجة لجراحه الكثيرة والتي ظلت تنزف حتى مات.
كانت طريقة الوفاة فقد مات حاكم قوي، أعماه طمعه وتسبب في موته، فقد كان له
إخوه غير أشقاء من أبيه، وقام أبيه بضمه لهم حتى يكونوا جميعا أوصياء على
العرش بالغم من معارضة الجد، ولكن طمع هذا الملك جعله يقتل إخوته ومن بعدهم
عمه، حتى يستلولي على حكم نوميديا، وحتى يسيطر على المملكة بالكامل، فتمت
خيانته بواسطة زوج أمه ومات نتيجة لطمعه