في رمضان .. تتحول البيوت إلى جنان ورياحين تفوح منها طبائع جديدة
جميلة تتمنى الدنيا كلها أن تعمُر هذه الطبائع وتلكم الروح البيوت على الدوام
طول العام فترقّ المشاعر وتتآلف القلوب وتكثر البسمات ويلين الجانب ويحسن
التعامل بين أفراد منظومة هامة تنطلق منها حياة جديدة برونق ذو مذاق ربما
يكون غير مألوف من ذى قبل .. فتَحُلُ السعادة .
في رمضان ... يهدأ الزوجان وماقد يكون بينهما من سوء يذهب إلى خبرٍكان
فيصبحان بأروع بُنيان .
في رمضان ... يتفنن الزوج لزوجته في حسن الإستيعاب ويتأهل بمهارات تنموية
سلوكية ويسامح فيما حدث وكان .. فيكسب الأجر ويمتلك القلب ويسعد بالروح
قبل الطعام والجسد .
في رمضان ... تصبر الزوجة على زوجها بصنعةٍ جميلة قد تصنع منه رجلا
عظيما سعيدا قرير النفس ثابت الكيان .. فتنال بذلك رضاه وتأسر عاطفته
وتعانق بذلك روحه وفكره .
في رمضان .... تستجمع البيوت روحها وطاقتها وتتفجر منها ينابيع الخير
بعدما كانت من قبل صخبا وبُركان
في رمضان ... تستلهم البيوت ذكر ربها وقراءة القرآن فتتحول إلى خلايا
تنبعث منها شعاعات السكينة على الدوام .. فتنصرف منها الشياطين وتسكن
بدلا منها الملائكة السماويين فتتغير النفوس وتلين .
في رمضان ... تستلهم البيوت حُبّها للنبى وتحاول الإقتداء به في إفطاره
وفي سحوره فتحظى بأجر الإهتداء وشرف الإقتداء .. فتقترب بذلك خطوات
وخطوات نحو شفاعة سيد الخلق والبريات .
في رمضان ... تجتهد الزوجة في إعداد إفطار وسحور للزوج والأبناء
يتقون به جوع النهار فتنال بذلك شرف الخدمة وجميل الأجر .. فتملك قلب
زوجها وألفة وطاعة أبنائها فتعزف بذلك البيوت سيمفونية رائعة من القيم
الرائعة .
في رمضان ... يمسك أصحاب البيوت ألسنتهم فتتمايل وتترنح فيما بينهم
كلمات الود والسهولة والتغافر فتترقق القلوب وتنزل على البيوت ملائكة
تتشرف بصحبة ذلك البيت والمكث فيه فتهرب الشياطين وتنزل الرحمات
والسعادة .
في رمضان .... تعانق البيوت كتاب ربها تقرأ وتتنافس فيما بينها فتحل
البركة ويزداد الشعور بشهر عظيم كريم حميل .. شعورا قد لا يتواجد في وقت
غير رمضان إلا مارحم ربنا الرحمن