قال بعض السلف:
كان أحدهم يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه وقد قال بعض
العلماء: من علامة المقت أن يكون العبد ذاكراً لعيوب غيره ناسياً لعيوب
نفسه ماقتاً للناس على الظن محباً لنفسه على اليقين وترك محاسبة النفس
ومراقبة الرقيب من طول الغفلة عن اللَّه - عز وجل - والغافلون في الدنيا
هم الخاسرون في العقبى لأن العاقبة للمتقين.
قال الحسن البصري في تفسير قول الله سبحانه وتعالى(وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)
[القيامة: 2]،
"لا يُلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه: ماذا أردتُ بكلمتي؟ ماذا أردتُ بأكلتي؟
ماذا أردت بشربتي؟ والفاجر يمضي قُدُماً لا يعاتب نفسه". الزهد للإمام أحمد
(396).
وقال أيضا رحمة الله-: إن العبـد لا يـزال بـخير مـا كـان لـه واعظ من نفسه،
وكانت المحاسبة من همته.
• كل ما تريد أن تجنيه وتظفر به في رمضان فأبذر بذوره من الآن ..
• تريد صلاةً خاشعةً في رمضان تتلذذ فيها وتتفتح لها أبواب السماء
فأول ما تبدأ به الفرائض، اعزم أمرك واحبس قلبك في صلاة الفريضة وخاصة
عند قراءة الفاتحة، كن حارساً يقِظاً على قلبك.
أطل في قراءتك، في ركوعك، في سجودك في دعائك شيئاً فشيئاً .. الزم
نفسك بأن تسبح عشراً في الركوع وفي السجود ..
اخرج من دائرة التخفيف فالتخفيف لا نهاية له ومن تعود عليه فلن يصل
للخشوع.
اعزم على نفسك وجاهدها أن لاتقوم حتى تنتهي من أذكارك بعد الصلاة
وتتبعها بالسنة الراتبة.
صلى رجل بجانب عبد الله بن المبارك ولما انتهت الصلاة قام الرجل مسرعاً
فجذبه ابن المبارك من ثوبه وقال له: أما لك إلى ربك حاجة.
وكم لنا إلى ربنا من حاجات..
• اجعل من ضمن برنامجك للاعتناء بصلاتك
لاتقم من صلاتك قبل اللجوء إلى الله والتضرع إليه سبحانه وتعالى
أليس لك حاجات يقضيها لك .
روى الترمذي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ
الدُّعَاءِ أَسْمَعُ ؟ قَالَ : ( جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ )
والحديث حسنه الترمذي