المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  قصة للكاتب الروسي انطون شيخوف :

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خيال

خيال


اعلام خاصة :  قصة للكاتب الروسي انطون شيخوف : 47
الجنس : انثى عدد المساهمات : 20900
تاريخ التسجيل : 31/01/2017

 قصة للكاتب الروسي انطون شيخوف : Empty
مُساهمةموضوع: قصة للكاتب الروسي انطون شيخوف :    قصة للكاتب الروسي انطون شيخوف : I_icon_minitimeالثلاثاء 1 فبراير 2022 - 6:56

 قصة للكاتب الروسي انطون شيخوف : Hwaml.com_1380938807_916

 قصة للكاتب الروسي انطون شيخوف : Z
منذ أيام دعوتُ الى غرفة مكتبي مربّية أوﻻدي ‏(يوليا فاسيليفنا) لكي أدفع
 لها حسابها
- قلت لها : إجلسي يا يوليا … هيّا نتحاسب … أنتِ في الغالب بحاجة إلى
 النقود ولكنك خجولة إلى درجة انك لن تطلبينها بنفسك .. حسناً .. لقد اتفقنا 
على أن أدفع لك ‏( ثﻼثين روبﻼً ‏) في الشهر
- قالت : أربعين
- قلت : كﻼ .. ثﻼثين .. هذا مسجل عندي … كنت دائما أدفع للمربيات
 ‏( ثﻼثين روبﻼً ‏) …
- حسناً
- لقد عملت لدينا شهرين
- قالت : شهرين وخمسة أيام
- قلت : شهرين بالضبط .. هذا مسجل عندي .. إذن تستحقين ‏( ستين روبﻼً ‏)
نخصم منها تسعة أيام آحاد .. فأنت لم تعلّمي ‏( كوليا ‏) في أيام اﻵحاد بل كنت
 تتنزهين معهم فقط .. ثم ثﻼثة أيام أعياد .
تضرج وجه ‏( يوليا فاسيليفنا ‏) وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن لم تنبس
 بكلمة واصلتُ …
- نخصم ثﻼثة أعياد إذن المجموع ‏( إثنا عشر روبﻼً ‏) .. وكان ‏( كوليا ‏) 
مريضاً أربعة أيام ولم تكن يدرس .. كنت تدرّسين لـ ‏( فاريا ‏) فقط .. وثﻼثة
 أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء .. إذن 
إثنا عشر زائد سبعة .. تسعة عشر .. نخصم ، الباقي ‏( واحد وأربعون روبﻼً ‏)  مضبوط ؟
- إحمرّت عين ‏( يوليا فاسيليفنا ‏) اليسرى وامتﻸت بالدمع ، وارتعش ذقنها .. 
وسعلت بعصبية وتمخطت ، ولكن … لم تنبس بكلمة
- قلت : قبيل رأس السنة كسرتِ فنجاناً وطبقاً .. نخصم ‏( روبلين ‏) .. الفنجان
 أغلى من ذلك فهو موروث ، ولكن فليسامحك الله !! علينا العوض .. وبسبب 
تقصيرك تسلق ‏( كوليا ‏) الشجرة ومزق سترته .. نخصم عشرة وبسبب تقصيرك
 أيضا سرقتْ الخادمة من ‏( فاريا ‏) حذاء ومن واجبكِ أن ترعي كل شيء فأنتِ 
تتقاضين مرتباً وهكذا نخصم أيضا خمسة وفي 10 يناير أخذتِ مني ‏(عشرة
 روبﻼت ‏)
- همست ‏( يوليا فاسيليفنا ‏) : لم آخذ
- قلت : ولكن ذلك مسجل عندي
- قالت : حسناً، ليكن
- واصلتُ : من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين .. الباقي أربعة عشر
امتﻸت عيناها اﻻثنتان بالدموع .. وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل 
الجميل .. يا للفتاة المسكينة
- قالت بصوت متهدج : أخذتُ مرةً واحدةً .. أخذت من حرمكم ‏( ثﻼثة روبﻼت ‏) 
 لم آخذ غيرها
- قلت : حقا ؟ .. انظري وانا لم أسجل ذلك !! نخصم من اﻷربعة عشر ثﻼثة .. 
الباقي أحد عشر .. ها هي نقودك يا عزيزتي !! ثﻼثة .. ثﻼثة .. ثﻼثة .. 
واحد ، واحد .. تفضلي .
ومددت لها ‏( أحد عشر روبﻼً ‏) ..
فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة .. وهمست : شكراً
انتفضتُ واقفاً واخذتُ أروح وأجيء في الغرفة واستولى عليّ الغضب
- سألتها : شكراً على ماذا ؟
- قالت : على النقود
- قلت : يا للشيطان ولكني نهبتك .. سلبتك .. ! لقد سرقت منك .. فعﻼم 
تقولين شكراً ؟
- قالت : في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً
- قلت : لم يعطوكِ ؟ أليس هذا غريبا ؟ لقد مزحتُ معك .. لقنتك درساً قاسياً ..
سأعطيك نقودك .. ‏( الثمانين روبﻼً ‏) كلها .. ها هي في المظروف جهزتها 
لكِ ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة الى هذه الدرجة ؟ لماذا ﻻ تحتجّين ؟ لماذا
 تسكتين ؟ هل يمكن في هذه الدنيا أﻻّ تكوني حادة اﻷنياب ؟ هل يمكن ان تكوني
 مغفلة إلى هذه الدرجة ؟
- ابتسمتْ بعجز فقرأت على وجهها : “ يمكن ”
- سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها بدهشتها البالغة
(الثمانين روبﻼً‏) كلها .. فشكرتني بخجل وخرجت
تطلعتُ في أثرها وفكّرتُ : ما أبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة للكاتب الروسي انطون شيخوف :
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: منتدى الادب والثقافة :: قسم القصة بأنواعها-
انتقل الى: