يختلف مفهوم الجمال من إنسان لآخر..فقد تسأل رساما مثلا أو شاعرا عن
رأيه في شيء معين..فيبدأ يصفه لك وينوه على مواطن الجمال فيه, ويدقق
الوصف فيخرج لك التفاصيل فيتجلى لك جمال الشيء ...
وقد تسأل شخصا عاديا عن رأيه في نفس الشيء..فيكون رأيه مختلفا تماما..
فقد يقول بأن ذلك الشيء لم تمسه من الجمال شعره..بل وقد يصف لك مدى
سوء منظره...وبشاعة هيئته
يرجع سبب هذا الاختلاف إلى عدة أمور, منها أن الجمال صفة نسبية يختلف
مقدارها وطريقة تقديرها حسب طريقة نظر الشخص نفسه إلى ما حوله...
وغيره من الأسباب...
فعلى مر الزمان واختلاف مفهوم الجمال, وفي مرافئ الفكر والإلهام..
تألق عبد فقير في الإبحار متجملا,وابتهل قائلا:
"الصفاء هو رؤية باطن الشيء ..تماما كرؤية ظاهره أو بمعنى آخر هو رؤية
الأشياء من خلاله فإن لم نستطع رؤية الباطن عيانا فسنرى الظاهر وقد أصبح
أشد استنارة من المعتاد,وإن زاد نور الظاهر فهو السمو حقا, وإن أفرط في
الزيادة فهو الإشراق وإن لم نستطع مقاومة النظر لفترة طويلة فتلك هي الهيبة
وإن لم نستطع رؤيته حتى يؤذن لنا ..فذلك هوالجمال,وما نراه من جمال في
هذه الدنيا ليس إلا انعكاساته فقط .
أما الجمال المطلق فلن نعرف حقيقته حتى يأذن لنا الجميل جل جلاله برؤية
وجهه الكريم."
فوسع دائرة الأفق وأحسن النظر بعين البصيرة ليتجلى لك الجمال في كل صورة..