عن عمرو ابن ميمون بن مهران قال :
بعدما كبر أبي وذهب بصره .. قال لي : هلم بنا إلى الحسن البصري ..
فخرجت به أقوده إلى بيت الحسن البصري .. فلما دخلنا على الحسن قال
له أبي :
يا أبا سعيد .. قد أنست من قلبي غلظة .. فاستأذن لي منه ..
فقرأ الحسن ( أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ماكانوا يوعدون *
ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) .. فبكى أبي .. حتى سقط .. وأخذ يضرب
برجله الأرض .. كما تضرب الشاة المذبوحة .. وأخذ الحسن البصري يبكي
معه وينتحب فجاءت الجارية .. فقالت : قد أتعبتم الشيخ .. قوموا تفرقوا ..
فأخذتُ بيد أبي فخرجت به .. فلما صرنا في الطريق .. وكزني أبي في صدري
ثم قال : يابني .. لقد قرأ علينا آيات .. لو فهمتها بقلبك لأبقت فيه كلوماً ..
أي جروحاً ..