اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 39204 تاريخ التسجيل : 26/02/2010
موضوع: مقتطفات مختارة للجبرتي الجمعة 24 ديسمبر 2021 - 3:24
يقال حق على من ملكه الله على عباده وحكمه في بلاده أن يكون لنفسه مالكًا وللهوى تاركًا وللغيظ كاظمًا وللظلم هاضمًا وللعدل في حالتي الرضا والغضب مظهرًا وللحق في السر والعلانية مؤثرًا ولقد صدق من قال يا أيها الملك الذي بصلاحه صلح الجميع أنت الزمان فإن عدلت فكله أبدا ربيع وقال عمرو بن العاص: ملك عادل خير من مطر وابل من كثر ظلمه واعتداؤه قرب هلاكه وفناؤه موعظة كل محنة إلى زوال وكل نعمة إلى انتقال رأيت الدهر مختلفا يدور فلا حزن يدوم ولا سرور وشيدت الملوك به قصورًا فما بقي الملوك ولا القصور قال المأمون يبقى الثناء وتنفذ الأموال ولكل وقت دولة ورجال من كبرت همته كثرت قيمته لا تثق بالدولة فإنها ظل زائل ولا تعتمد على النعمة فأنها ضيف راحل فإن الدنيا لا تصفو لشارب ولا تفي لصاحب كتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصريانصحني فكتب إليه أن الذي يصحبك لا ينصحك والذي ينصحك لا يصحبك وسأل معاوية الأحنف بن قيس وقال له: كيف الزمان فقال أنت الزمان أن صلحت صلح الزمان وأن فسدت فسد الزمان قيل إن الأخلاق وان كانت غريزية فإنه يمكن تطبعها بالرياضة والتدريب والعادة والفرق بين الطبع والتطبع أن الطبع جاذب مفتعل والتطبع مجذوب منفعل تتفق نتائجهما مع التكلف ويفترق تأثيرهما مع الاسترسال وقد يكون في الناس من لا يقبل طبعه العادة الحسنة ولا الأخلاق الجميلة ونفسه مع ذلك تتشوق إلى المنقبة وتأنف من المثلبة وأما الذي يجمع الفضائل والرذائل فهو الذي تكون نفسه الناطقة متوسطة الحال بين اللؤم والكرم وقد تكتسب الأخلاق من معاشرة الإخلاء أما بالصالح أو بالفساد فرب طبع كريم أفسدته معاشرة الأشرار وطبع لئيم أصلحته مصاحبة الأخيار وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل وقال علي رضي الله عنه لولده الحسن: الأخ رقعة في ثوبك فانظر بمن ترقعه وقال بعض الحكماء النفس عروف عزوف ونفور ألوف متى ردعتها ارتدعت ومتى حملتها حملت وأن أصلحتها صلحت وأن أفسدتها فسدت وقالوا من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب أبيه