في كل لحظة منذ ميلاد الإنسان حتى موته.. منذ يقظته في أول ساعات
الصباح حتى دخوله في الفراش لينام.. و هو يتعرض لامتحان تلو امتحان ...
كل لحظة تطرح على الإنسان موقفا و تتطلب منه اختيارا بين بديلات وهو
في كل اختيار يكشف عن نوعية نفسه وعن مرتبته ومنزلته دون أن يدري ...
شهوته تناديه ليشبعها ,, قد تكون شهوة إلى طعام، أو شهوة إلى إمرأة،
أو شهوة إلى سلطة، أو شهوة إلى جاه ...
وإشباع أي شهوة يستدعي تأجيل الأخرى، وتكشف النفس عن منزلتها
بما تفضله، وبما تعجل إليه من شهوات من أدنى السلم حيث الإنسان هو
الحيوان الذي لا يشغله سوى شهوة بطنه أو عضوه التناسلي، إلى الطاغية
الجبار الذي لا شاغل له سوى شهوة التسلط على الآخرين وسحقهم
واستغلالهم ..
يكشف لك اختيارك عن نوعك و منزلتك و رتبتك ...
ويقول لك سلوكك .. من أنت .. بين هؤلاء الشهوانيين.. وأي نوع من
الحيوان أنت .. فإذا رفضت هذه الشهوات جميعها واستجبت لنداء المنطق
والاعتدال .. فأنت من أهل النظر والعقل وأنت إنسان ولست حيوان ....
د.مصطفى محمود