المعنى ليس كما يفهمه البعض من تفضيل للذكر على الأنثى بالمطلق لكنه
بالتخصيص بقضية خدمة دور العبادة كما يلي:
الآية الكريمة : «اذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا
فتقبل مني انك انت السميع العليم، فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها انثى
والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى واني سميتها مريم وإني أُعيذها بك
وذريتها من الشيطان الرجيم».
ما هو النذر التي اخذت امرأة عمران به نفسها؟ وما معنى كلمة (محرراً)؟
النذر ان تضع ابنها في خدمة الكنيسة وليعبد الله ويتقرب اليه ويرشد اخوانه
الى عبادة ربهم ولن يكون على هذا الغلام أي تكليف خارج حدود الكنيسة هذا
نذرها وهذا معنى (محرراً) أي لا يتقيد بأي عمل غير عمل الكنيسة، والذي
يصلح لهذا الشيء هو الذكر وليس الانثى فلما بلغ الكتاب اجله ووضعت حملها
قالت: رب اني وضعتها انثى وليس الذكر كالأنثى في خدمة بيت العبادة ومعناها
هذا مرتبط تمام الارتباط بهذا الموقع من كلام امرأة عمران وهي التي كانت
تسمى حنة، كانت متدينة غاية التدين ورزقت فتاة تأتيها البركة من كل مكان،
ويكفي ان تقرأ عن مريم في سورة آل عمران قوله جل وعلا «يا مريم ان الله
اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين» ان مريم القانتة العابدة التقية
مطهرة ومصطفاة ومصطفاة، ولكن والدتها لم تعلم ما سيكون لهذه الفتاة في
المستقبل، فيقول سبحانه «والله اعلم بما وضعت»، فقد وضعت فتاة لها شأن
عظيم.
فآية (وليس الذكر كالأنثى) ليست لتفضيل الذكور على الاناث، وانما هي لشرح
مهام الرجل في خدمة دار العبادة، وآية «والله اعلم بما وضعت» ما في هذه
الآية اسم موصول يدل على شيء غير معروف بالنسبة للبشر، فعلم هذه عند رب
العالمين، ومستقبلها الهائل عند رب العالمين، فقد جاء ابن مريم بنت عمران
بالطريقة ذاتها التي جاء بها آدم عليه السلام.