بعد أن احتلت إنجلترا فلسطين في الحرب العالمية الأولى، وضعتها تحت ما يسمى
بالانتداب الإنجليزي وأخذت في فتح باب الهجرة على مصراعيه لليهود وذلك لإدخال
وعد بالفور حيز التنفيذ، وأخذت أعداد اليهود في التزايد على أرض فلسطين، وتم
تعيين وزير الداخلية الإنجليزي السير «هيربرت صمويل» وهو يهودي الديانة
كأول مندوب سامي بريطاني على فلسطين وفور وصول هذا الصهيوني إلى فلسطين
سنة 1339هـ أصدر قرارًا بالسماح لليهود بتملك الأراضي ورفع معدل هجرة
اليهود لفلسطين إلى 16500 مهاجر يهودي سنويًا.
ومع زيادة أعداد اليهود بفلسطين زادت حدة استفزازاتهم للمسلمين هناك، وبدءوا
يروجون لفكرة حائط المبكى حتى وصلت الاستفزازات لذروتها في 24 شعبان
سنة 1339هـ ـ 1 مايو 1921م، فاندلعت ثورة إسلامية كبرى في يافا
( ثورة يافا ) وانتشرت الثورة من يافا إلى باقي الشمال الفلسطيني، وصار المسلمون
يهاجمون اليهود في كل مكان، وقتلوا منهم 47 وجرحوا 146، فهرع الإنجليز
لنجدة إخوانهم الصهاينة وقمعوا الثورة بالقوة، فقتلوا 48 فلسطينيًا وجرحوا
73، واستمر الإنجليز في إخماد هذه الثورة عدة أيام، وكان اليهود أذل وأحقر
من أن يواجهوا المسلمين الفلسطينيين.