من أساليب اللغة العربية أن الشخص يعبر عن نفسه بضمير " نحن " للتعظيم
ويذكر نفسه بضمير المتكلم الدال على المفرد كقوله " أنا " وبضمير الغيبة نحو
" هو " وهذه الأساليب الثلاثة جاءت في القرآن والله يخاطب العرب بلسانهم .
" فالله سبحانه وتعالى يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد مظهراً أو مضمراً وتارة
بصيغة الجمع كقوله : " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً " وأمثال ذلك .
ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية قط لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه
وربما تدل على معاني أسمائه ، وأما صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور
وهو مقدس عن ذلك "
العقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 75 .
ولفظ ( إنا ) و ( نحن ) وغيرهما من صيغ الجمع قد يتكلم بها الشخص
عن جماعته وقد يتكلّم بها الواحد العظيم ، كما يفعل بعض الملوك إذا أصدر
مرسوما أو قرارا يقول نحن وقررنا ونحو ذلك وليس هو إلا شخص واحد
وإنّما عبّر بها للتعظيم ، والأحقّ بالتعظيم من كلّ أحد هو الله عزّ وجلّ فإذا
قال الله في كتابه إنا ونحن فإنّها للتعظيم وليست للتعدّد ، ولو أنّ آية من
هذا القبيل أشكلت على شخص واشتبهت عليه فيجب أن يردّ تفسيرها إلى
الآيات المحكمة ،
فإذا تمسك النصراني مثلا بقوله : ( إنا نحن نزلنا الذكر ) ونحوه على تعدد
الآلهة ، رددنا عليه بالمحكم
كقوله تعالى : ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) ،
وقوله : ( قل هو الله أحد ) ، ونحو ذلك مما لا يحتمل إلا معنى واحداً
وعند ذلك يزول اللبس عمن أراد الحقّ ، وكلّ صيغ الجمع التي ذكر الله
بها نفسه مبنية على ما يستحقه من العظمة ولكثرة أسمائه وصفاته وكثرة
جنوده وملائكته .
يُراجع كتاب العقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 109 .
والله تعالى أعلم .