التوكيد في اللغة العربية
تضمُّ اللغة العربية أساليبَ تهدف إلى إيصال المعنى المطلوب بعيدًا عن الشكّ والتوهم
عند المتلقي، كالتوكيد والقسم، ويعرَّف التوكيد بأنه تابع من التوابع يُذكر في الكلام
لإثبات أمرمعين ودفع الوهم وإزالة الشك عن المتلقي، وأدواته: "إ
نّ، وأنّ، ولام الابتداء، ونون التّوكيد الخفيفة، ونون التّوكيد الثقيلة، ولام القسم،
وقد"،
وله نوعان: التوكيد اللفظي وهو تكرار اللفظ الأول بعينه، نحو: "جاء زيدٌ زيدٌ"،
أما النوع الثاني فهو التوكيد المعنوي: وهو أن يأتي بعد المؤكد واحدة من هذه
الألفاظ:
"نفس، عين، كل، جميع، عامة، كلا، كلتا"،
وهي كلمات سماعية لا يقاس عليها نحو: "فسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ".،
ومن خلال هذا المقال سيتم التطرق إلى أسلوب القسم بالتفصيل كأسلوب هدفه
إبعاد الشكّ كالتوكيد.
أسلوب القسم
يعرَّفُ القسم بأنه يمين يحلفها الإنسان بالله تعالى وبغيره، وفي النحو هو توكيد
شيء أو أمر لدى السامع لمحو أي شك في ذهنه ويتكون القسم من جملة القسم
وجملة جواب القسم، ويتضمن أركانًا سيتم ذكرها بالتفصيل.
أركان القسم
يتكون القسم من ثلاثة أركان: الأداة، والمقسم به، والمقسم عليه، وفيما يأتي
تفصيل يوضح هذه الأركان:
•الأداة:
1.الحرف: وهي "و،ب،ت"
الواو: أكثرها استعمالًا، وتختص بالدخول على الظاهر دون المضمر،
الباء: وهي الأصل وتدخل على الظاهر والمضمر،
التاء: لا تدخل إلا على لفظ الجلالة.
2.الاسم نحو: يمين الله، أيم الله، لعَمرُك.
3.الفعل نحو: أقسم، حلفت، أليت.
•المقسم به: وهو كل عظيم في معتقد المقسم.
•المقسم عليه: وهو جواب القسم، وقد يأتي جملة إسمية، أو جملة فعلية.
ومن الجدير بالذكر جواز ظهور الفعل مع الباء نحو: "وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ
أَيْمَانِهِمْ".
إعراب أسلوب القسم
ويختلف إعراب أسلوب القسم حسب نوع أداة القسم المستخدمة:
•الحرف: تجرّ حروف القسم المقسم به في اللفظ فقط، ويكون مرفوعًا محلًا،
نحو: واللهِ ليسعدنَّ المؤمنُ.
1.الواو: حرف جرّ وقسم.
2.الله: لفظ الجلالة اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنّه مبتدأ، وخبره
محذوف وجوبًا تقديره: قسمي، أو يميني.
3.ليسعدن: اللام: واقعة في جواب القسم،
يسعدن: فعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد.
4.المؤمن: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
5.وجملة جواب القسم "ليسعدن المؤمن" لا محل لها من الإعراب.
•الاسم: إذا كانت أداة القسم اسمًا فإننا نعرب هذا الاسم على أنه مبتدأ
مرفوع والخبرمحذوف وجوبًا تقديره قسمي أو يميني، نحو: لَعَمْرُك إن
الحياة قصيرةٌ.
1.اللام: لام الابتداء.
2.عَمْرُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وخبره
محذوف وجوبًا تقديره: قسمي، أو يميني.
3.إن: حرف توكيد ونصب.
4.الحياةَ: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
5.قصيرةٌ: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
6.وجملة جواب القسم "إن الحياة قصيرة" لا محل لها من الإعراب.
•الفعل: إذا كانت أداة القسم فعلًا فإننا نعربه إعراب الجملة الفعلية العادية،
نحو: أقسمُ إني صادقٌ.
1.أقسم: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره،
والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.
2.إني: إن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم: ضمير متصل مبني في محل
نصب اسم إن.
3.صادق: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
4.إني صادق: وجملة جواب القسم "إني صادق" لا محل لها من الإعراب.
توكيد جملة جواب القسم
يتم توكيد جملة جواب القسم بإدخال أداة من أدوات التوكيد على تلك الجملة،
وأدوات التوكيد التي ذكرناها في المقدمة هي:
" أن، لام الابتداء، لام القسم، قد، نون التوكيد الخفيفة، نون التوكيد الثقيلة"
وكما بينا فإن الجواب يكون إما جملة إسمية أو فعلية ولكل واحدة منهما حالة
تؤكد فيها، وحالة لا تؤكد فيها، وفيما يلي تفصيل ذلك:
•الجملة الإسمية: تؤكد الجملة الإسمية المثبتة بما يأتي:
•إن: والله إن الابتسامةَ معديةٌ.
•اللام: نحو: واللهِ لزيدٌ قادمٌ.
•إن واللام معًا: نحو: تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ".
أما إذا كان الجواب جملة إسمية غير مثبتة "منفية" فإنها لا تؤكد، نحو:
والله لا ورقة فيها.
•الجملة الفعلية: تؤكد الجملة الفعلية المثبتة بما يأتي:
•اللام والنون معًا:إذا كان الجواب جملة فعلية مثبتة ولا فاصل بين اللام والفعل
وكان الفعل دالًا على الاستقبال فإنه يؤكد باللام والنون معًا نحو: والله لأجتدهن.
•قد أو قد واللام معًا: إذا كان جواب القسم جملة فعلية فعلها ماضٍ، تؤكد بقد
وحدها أو بقد واللام معًا، نحو: واللهِ قد صدق، واللهِ لقد صدق.
أما إذا كان الجواب جملة فعلية غير مثبتة "منفية" فإنها لا تؤكد، نحو: واللهِ
لا أجلس.