إنه الصحابي البدري النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك
بن النجار الأنصاري شهد بدرا وأحد والخندق وكل غزوات النبي (صلى الله
عليه وسلم)
وكان من صفاته كذلك حب الفكاهة والطرفة وخاصة مع النبي قالت أم سلمة:
(كان الضحاك مضحاكا مزاحا).
بعض مواقفه مع النبي (صلى الله عليه وسلم):
كان النعيمان لا يدخل المدينة إلا اشترى منها ثم جاء بها إلى النبي (صلى الله
عليه وسلم) فيقول هذا أهديته لك فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها
أحضره إلى النبي وقال أعط هذا ثمن متاعه فيقول أوَ لم تهده لي فيقول: إنه
والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله، فيضحك ويأمر لصاحبه بثمنه.
ودخل أعرابي على النبي وأناخ ناقته بفنائه فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري
لو عقرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا (أي اشتقنا) إلى اللحم ففعل فخرج الأعرابي
وصاح وعقراه يا محمد فخرج النبي وقال من فعل هذا فقالوا هو النعيمان فأتبعه
يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب واستخفى
تحت سرب لها فوقة جريد فأشار إلى النبي حيث هو فأخرجه فقال ما حملك على
ما صنعت قال الذين دلوك على يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك قال فجعل
يمسح التراب عن وجهه ويضحك ثم أمر بثمنها للأعرابي.
بعض مواقفه من الصحابة:
كان من السمات المميزة لهذا الصحابي الجليل، كثرة المزاح، وحب الضحك
وكثيرة هي المواقف الضاحكة من نعيمان، فعن أم سلمة أن أبا بكر الصديق خرج
في تجارة له إلى بُصري (بلدة من بلاد الشام) ومعه نعيمان الأنصاري، وسليط
بن حرملة وكلاهما ممن شهد بدراً - وكان سليط هو المسئول عن الزاد وتدبيره
في الرحلة، فبينما هم في استراحة من الاستراحات أثناء الطريق، إذا بنعيمان جاع
جوعا شديدا، فطلب من سليط أن يطعمه فأبى عليه ذلك إلا في حضرة أبي بكر من
الخارج الذي يبدو أنه خرج لبعض شأنه - فاغتاظ منه نعيمان وقال له لأغيظنك،
وفي سفرهم ذاك مروا بقوم من العرب فاختلى بهم نعيمان وقال لهم: أتشترون
مني عبد، قالو: نعم وفرحوا كثيراً بذلك، لأنه - على ما يبدو - من النادر أن يجدوا
عرضاً كهذا من العرب، حيث كان العرب يحتاجون لمن يسترقونهم لخدمتهم، فأشار
نعيمان للقوم على صاحبه سليط وقال لهم: إن هذا عبدي وله كلام، فسوف يقول
لكم لست عبداً وأنني ابن عمه، فإذا كنتم ستصدقونه فلا داعي لهذه الصفقة ولا
تفسدوا علي عبدي، قالوا: لا... بل نشتريه ولا نكترث لقوله، فدفعوا إليه عشرة
من الإبل لحرصهم على شراء العبد المزعوم ثم جاءوا معه ليستلموا الصفقة فامتنع
سليط منهم وقال للقوم إنه يستهزئ بي فلم يصدقوه وقالوا له: لقد أخبرنا خبرك
وأخذوه بالقوة ووضعوا فوق عنقه عمامة كعادة زي العبيد.
ولما حضر أبو بكر وأخبروه بالخبر لحق بالقوم وأكد لهم أن صاحبه يمزح ورد
عليهم إبلهم قال ابن عبد البر: فلما قدموا على رسول الله وقصوا عليه قصة نعيمان
وبيعه لسليط ضحك رسول الله، وأصحابه حولا كاملا، أي أنهم كان يتملكهم الضحك
كلما تذكروا القصة لحول بأكمله. تقول بعض الروايات أن اسم ذلك الصحابي الذي
باعه نعيمان - مزاحا - هو سويبط وليس سليطا، وكان هذا من المزاح الثقيل
للنعيمان.
ولقي نعيمان أبا سفيان بن الحارث فقال يا عدو الله أنت الذي تهجو سيد الأنصار
نعيمان بن عمرو؟ فاعتذر له فلما ولى قال الناس لأبى سفيان إن نعيمان هو
الذي قال لك ذلك فعجب منه.
الوفاة
بقي النعيمان حتى توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
منقول