الـــعــشــق

الحب : عبارة عن ميل الطبع إلي الشيء الُملذّ ، فإن تأكد ذلك الميل وقوي

سمي عشقا فيجاوز إلي أن يكون رقيقا لمحبوبة وينفق ما يملك لأجلة ألا

تري إلي ( زليخا ) بلغ بها من محبة يوسف علية السلام أن ذهب مالها

وجمالها ، وكان لها من الجواهر والقلائد وقر سبعين جملا ، وقد أنفقتها

كلها في محبة يوسف ، وقد نسيت كل شيء سواه ، من فرط العشق وإذا

رفعت رأسها إلي السماء رأت اسم يوسف .
وروي أنها لما آمنت وتزوجت به علية السلام ، انفردت عنة وتخلت للعبادة

وانقطعت إلي الله تعالي
وحــكــي : أن مجنون ( ليلي ) قيل له : ما اسمك ؟ قال : ليلي ، وقيل له

يوما : أو ماتت ليلي ؟ قال : إن ليلي في قلبي لم تموت ، أنا ليلي .
ومر يوما علي دار ليلي فنظر إلي السماء ، فقيل له : يا مجنون لا تنظر إلي

السماء ، ولكن انظر إلي جدار ليلي لعلك تراها ، قال : أنا أكتفي بنجم يقع

ظله علي دار ليلي .
وروي أن صدق المحب في ثلاث خصال
( 1 ) أن يختار كلام حبيبة علي كلام غيره .
( 2 ) أن يختار مجالسة حبيبه علي مجالسة غيره .
( 3 ) أن يختار رضا حبيبة علي رضا غيرة
وقــيـل : الـــعــشـــق :هتك الاستار.
وكشف الأسرار
والــوجـد : عجز الروح عن احتمال غلبة الشوق عند وجود حلاوة الذكر حتي

لو قطع عضو من أعضائه لا يحس ولا يشعر وعن محمد بن عبد الله البغدادي

قال :رأيت في البصرة شابا علي سطح مرتفع قد أشرف علي الناس وهو يقول

من مات عاشقا فليمت هكذا ، لا خير في عشق بلا موت ، ثم رمي بنفسه فحمل

ميتا .

وسئل بعض المشايخ عن المحب : فقال : قليل الخلطة ، كثير الخلوة دائم الفكر

ظاهر الصمت ، لا يبصر إذا نظر ، ولا يسمع إذ نودي ، ولا يفهم إذ كلم ، ولا

يحزن إذا أصيب بمصيبة وإذا أصيب بجوع فلا يدري ويعري ولا يشعر ويشتم

ولا يخشي ، ينظر إلي الله تعالي في خلوتة ويأنس به ويناجية ، ولا ينازع أهل

الدنيا في دنياهم .

حــكـــاية
مر عيسي علية السلام بشاب يسقي بستانا ، فقال الشاب لعيسي : سل ربك

أن يرزوقني من محبته مثقال ذرة فقال عيسي : لا تطيق مقدار ذرة فقال :

نصف ذرة ، فقال عيسي علية السلام : يا رب ارزقة نصف ذرة من محبتك

ومضي عيسي علية السلام .
فلما كان بعد مدة طويلة مر بمحل ذلك الشاب فسأل عنة فقالوا : جُنّ وذهب

إلي الجبال فدعا الله عيسي علية السلام أن يريه إياة فرآه بين الجبال فوجده

قائما علي صخرة شاخصا طرفة إلي السماء فسلم علية عيسي علية السلام

فلم يردج علية فقال أنا عيسي فأوحي الله تعالي إلي عيسي : كيف يسمع

كلام الآدميين من كان في قلبة مقدار نصف ذرة من محبتي فوعزتي وجلالي

لو قطعتة بالمنشار لما علم بذلك

وحـكي:أن آسية امراة فرعون كانت تكتم إيمانها عن فرعون فلما علم فرعون

بإيمانها أمر بها أن تعذب ، فعذبوها بأنواع العذاب وقال : ارتدي ، فلم ترتد .

فأتي بأوتاد وضربوها علي أعضائها ثم قال : ارتدي فقالت : إنك تغلب نفسي

وقلبي في عصمة ربي ، لو قطعتني إربا إربا ما ارددت إلا حبا . فمر موسي

علية السلام بين يديها فنادت موسي : أخبرني أراض عني ربي أم ساخط ؟

فقال موسي علية السلام : يا آسية : ملائكة السموات في انتظارك أي مشتاقة

إليك والله يباهي بك فاسأليني حاجتك فإنها مقضية فقالت ربّ ابن لي عندك

بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) التحريم

عندما فتح الله علي رسول محمد صلي الله علية وسلم مكة وعفا عن من عفا من

الكفار .

فقال للصحابة : إجعلوا لّيّ خيمة علي قبر خديجة
نعم قمة الحب والعشق ليس للبشر وانما لرب البشر
اللهم اهدينا واهدي بنا واجعلنا سببا لمن اهتدي