الأول فعل ماض ، الجيم فيه مشددة ...والثاني فعل ماض الجيم فيه مخففة
ومسبوقة بالهمزة ....
واللطيف أن الفعلين وردا في آيتين متتابعتين ، تتحدثان عن نجاة بني إسرائيل
من اضطهاد آل فرعون ..
قال تعالى : (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ
أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ ..) ...( البقرة : 49 )..
وقال تعالى : (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ ...) ..
( البقرة : 50 )..
فما الفرق بين الفعلين ؟ الفعل الأول مشدد ، ويدل على الشدة والمحنة
والمعاناة ...
والثاني فعل مخفف ،وإخفاء النون مع الجيم مع الغنة حركتين يوحي بالفرج
والخفة والراحة ...
الآية الأولى يناسبها تشديد الفعل : ( نجيناكم ) ..لأنه يتحدث عن الشدة
والمعاناة التي كانوا يعيشونها عند فرعون ..
ويتناسب مع الفعل المشدد بعده : ( يذبحون ) ....
والآية الثانية يناسبها تخفيف الفعل أنجيناكم )..لأنه يتحدث عن إنجائهم
من الغرق ...
ويتناسب مع الفعل المخفف بعد وأغرقنا )..
شدة تعذيب وتذبيح بني إسرائيل عند فرعون ناسبها تشديد فعل : نجيناكم
وانفراج الأزمة وفرق البحر وإنجاؤهم يناسبه فعل مخفف مع الإخفاء :
..أنجيناكم ..
فلكل حالة فعلها المناسب لها.. وكل كلمة في القرآن مختارة بعناية مقصودة
معجز