يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم : ( السمع والأبصار )
... هذا اعجاز في القرآن الكريم
إن من يفقد بصره يعيش في ظلام دامس ، أما من يفقد سمعه فالمصيبة أهون
كما أن البصر يحتاج الى النور حتى يرى ، أما السمع فوظيفته تعمل في الليل
والنهار في الظلام و في النور
كما أن السمع هو أول من يؤدي و ظيفته في الدنيا ، فالطفل في ساعة الولادة
يسمع ولا يرى ، فالسمع هو الذي يؤدي مهمته أولا ، فإذا اقتربنا من طفل
حديث الولادة وأصدرنا أصواتا مزعجة بجانبه قد ينزعج و يبكي لكن إذا
اقربنا منه ولوحنا له بيدينا فإنه لا يتحرك ولا يشعر بالخطر
وإذا نام الإنسان نامت كل أعضائه معه و سكن جسمه إلا حاسة السمع تبقى
متيقظة ، فإذا اقتربنا بيدنا من الشخص النائم فلن يشعر بوجودنا ، لكن اذا
أردنا إيقاظه أصدرنا ضجيجا فيقوم من نومه فزعا
كما أن الأذن هي الصلة بين الإنسان والدنيا ، ولذلك قال الله تعالى (فَضَرَبْنَا
عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) [الكهف: 11]، فعندما تعطل السمع
استطاعوا النوم مئات السنين
كما نلاحظ دائما أن كلمة السمع تأتي مفردة و كلمة الأبصار مجموعة ، قال
تعالى : ( وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ
وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ). (22- فصلت)
ذلك أن البصر حاسة يتحكم بها الإنسان فيرى ما يشاء و يزيح بنظره عما يشاء
فأنا أستطيع أن أبصر وأن لا أبصر ، أن أرى وأن أغمض عيني ، أما حاسة
السمع فتفرض عليك سماع ما يجري من حولك
فإذا اجتمع مجموعة من الأشخاص في مكان ما ، اختلفت النظرات الموجهة
فكل شخص ينظر باتجاه معين لكن جميعهم يستمعون لنفس الأصوات المحيطة
بهم
فالأبصار تختلف وتتعدد ولكن السمع واحد