البكاء هو نزول الدمع أو الحزن والطاعة
بين الله أنه هو أضحك أى أفرح الخلق وأبكى أى وأحزن الخلق وأنه
أمات أى أهلك الخلق وفى هذا قال تعالى بسورة النجم :
"وأنه هو أضحك وأبكى"
سأل الله كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها
فاكهين والمراد كم خلفوا بعدهم من حدائق وأنهار ونباتات وبيت عظيم أى
متاع كانوا به فرحين ؟والغرض من السؤال هو إخبار أن القوم تركوا كل هذه
النعم الإلهية بسبب كفرهم ،كذلك أى بتلك الطريقة وهى هلاكهم أورثها قوما
أخرين والمراد ملكها لناس أخرين من بعدهم فما بكت عليهم والمراد فما
حزنت السماء والأرض على قوم فرعون وما كانوا منظرين والمراد وما كانوا
مرحومين أى منتصرين وفى هذا قال تعالى بسورة الدخان :
"كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين
كذلك وأورثناها قوما أخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين"
وضح الله أن على المنافقين أن يضحكوا قليلا والمراد أن يفرحوا وقتا قصيرا
هو وقت الدنيا لأنهم سيبكون كثيرا أى سيحزنون طويلا أى دائما فى النار
جزاء بما كانوا يكسبون أى عقابا على الذى كانوا يعملون وفى هذا قال تعالى
بسورة التوبة :
"فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون"
بين الله للناس أن الأزفة أزفت والمراد أن القيامة وقعت "ليس لها من دون
الله كاشفة والمراد ليس لها من غير الرب مانع وهذا يعنى أن لا أحد يقدر
على منع وقوعها ،ويسأل الله الكفار:أفمن هذا الحديث وهو القرآن تعجبون
وفسرها تضحكون والمراد تكذبون وفسرها بأنهم لا يبكون أى لا يؤمنون به
وأنتم سامدون أى عاصون للقرآن ؟والغرض من السؤال إخبارهم أن تكذيب
القرآن وعصيان أحكامه محرم عليهم ويطلب منهم أن يسجدوا لله والمراد أن
يطيعوا حكم الله وفسره بقوله اعبدوا أى اتبعوا حكمى وفى هذا قال تعالى
بسورة النجم :
"أزفت الأزفة ليس لها من دون الله كاشفة أفمن هذا الحديث تعجبون
وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا"
اخوة يوسف (ص) يتصنعون البكاء عليه :
بين الله أن الأبناء جاءوا أباهم عشاء يبكون والمراد حضروا عند والدهم
ليلا ينتحبون وهذا يعنى أنهم اختاروا وقت الإضاءة الضعيف حتى لا يلحظ
الأب تمثيلهم البكاء فقالوا له إنا ذهبنا نستبق والمراد إنا خرجنا نتنافس
فى اللعب وتركنا يوسف عند متاعنا والمراد ووضعنا يوسف لدى منافعنا
فأكله أى فافترسه الذئب وهذا يعنى أنهم لم ينفذوا ما أبلغوا الأب به وهو
لعب يوسف بل هم الذين لعبوا وما أنت بمؤمن أى بمصدق لقولنا ولو كنا
صادقين أى مؤمنين وهذا يعنى اتهامهم الأب أنه لن يصدقهم فى كون الذئب
هو السبب فى ضياع يوسف(ص)وليس هم وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :
"وجاءو أباهم عشاء يبكون قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند
متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين"