النعيم: هم محمد وآل محمد (ع) كما ورد عنهم (ع) .
ورد ذلك في أحاديث كثيرة، هذا نموذج منها : (عن جميل، عن أبي عبد الله (ع)
قال: قلت: قول الله: "لتسئلن يومئذ عن النعيم "، قال: تسأل هذه الأمة عما
أنعم الله عليهم برسول الله (ص) ، ثم بأهل بيته (ع) )
والسؤال عنهم (ع) يوم القيامة لعظيم شأنهم نسبةً إلى من سبقهم من الأنبياء
والمرسلين، فالأنبياء والمرسلون ومحمد وآل محمد (ع) أنوار أضاءت الطريق
لأممهم، وبهم يعرف طريق الله سبحانه وتعالى، ويميز الحق من الباطل بسيرتهم
ونهجهم وحكمتهم وأقوالهم وأعمالهم، ومحمد وآل محمد (ع) نور الله سبحانه
وتعالى .
عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل :
" فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " فقال: (يا أبا خالد النور والله
الأئمة من آل محمد (ص) إلى يوم القيامة، وهم والله نور الله الذي أنزل ،
وهم والله نور الله في السماوات وفي الأرض، والله يا أبا خالد لنور الإمام
في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار، وهم والله ينورون
قلوب المؤمنين ...) ا.
فهم (ع) كالشموس التي أضاءت الطريق لهذه الأمة الإسلامية، ولكن للأسف
أعرضت الأمة عنهم، ولم تقتدِ بسيرتهم، أما بقية الأنبياء والمرسلين فقد كانوا
كالشموع التي أضاءت الطريق لأممهم، ولهذا يهدد الله سبحانه وتعالى بأنه
سيسأل هذه الأمة عن محمد وآل محمد (ع) .
فالطريق الذي يضاء بالشموع ليس كالطريق الذي يضاء بالشموس، والذي يتيه
ويضيع طريقه مع أنّ هذا الطريق مضاء بالشموس الطالعة الباهرة، أولى بأن
يعاتب ويحاسب ثم يعاقب. . وسُئل أمير المؤمنين علي (ع) من الذين بدلّوا
نعمة الله كفراً ؟ فقال(ع) : (دعهم لغيهم هم قريش) .
وفي زمان الرسول (ص) ؛ قريش: هم الذين يعيشون حول الكعبة في أم القرى
مكة، وفي زمان القائم (ع) قريش: هم الذين يعيشون حول ضريح علي (ع)
في أم القرى في هذا الزمان وهي النجف، ومن قريش في هذا الزمان بعض
علماء الدين، وهم الذين يقدم القائم (ع) خمسمائة منهم فيضرب أعناقهم، ويعيد
ذلك ست مرات، كما ورد في الرواية عن أهل البيت (ع) .
عبد الله بن المغيرة، عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا قام القائم من آل محمد
(ع) أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم، ثم أقام خمسمائة أخرى حتى يفعل
ذلك ست مرات. قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟ قال: نعم، منهم ومن مواليهم)
منقول