ولد بول سيزان في مقاطعة اكس آن بروفانس عام 1839. وقد أمضى فترة شبابه
حيث كان يعود إليها من باريس كلما ضاق ذرعاً بفشله المتكرر هناك في أواخر
السبعينات من أواخر القرن التاسع عشر. وقد قضى البقية الباقية من حياته حتى
موته عام 1906، وهو عاكف على رسم الريف الذي يحيط بمسقط رأسه.
بورتريه أبٍ الفنّان
زّيت على قماش ،الرّسم مقاس 198.5 سم× 119.3 سم-المعرض القوميّ للفنّ, واشنطون
زيت على قماش الرّسم مقاس 65 سم× 54 سم ،المجموعة الخاصّة, فينتري 718
زّيت على قماش ، الرّسم مقاس 70 سم 57.8 سم ،مؤسّسة بارنز, ميريون, بنسلفانيا
وخلال حياته عامله أبناء ذلك البلد بنوع من اللامبالاة أو الازدراء، فقد كانوا مقتنعين
بأنه شخص غريب الأطوار ومثير للشخصية، يعجز عن إتمام لوحة زيتية واحدة. أهدى
سيزان جيرانه بضع لوحات زيتية وانتهى بها الأمر بأن رميت في العليات. واستخدمت
إحداها لسد ثقب في أرضية خن للدجاج.
ومن السخرية أن سيزان أصبح بطلاً لدى أبناء المدينة، تماماً مثل فان جوخ في أوفير،
وتحتفل اكس آن بروفانس بذكرى رحيله ببذخ، ربما كي تعوض ما تعرض له من
المعاملة السيئة في حياته. غير أن النطاق الكبير للاحتفالات له علاقة بجذب السياح
أكثر منه بأي شيء آخر وتبرز لوحات الطبيعة التي تضم التفاح والبرتقال في فترينات
محال بيع الكعك، وهناك رحلات بالسيارات إلى دار عائلته في جاس دي بوفان واستوديو
الفنان في لي لوف
كانت هناك مراحل مختلفة في رسمه، تعكس تركيزه المتغير في تجاربه وموضوعاته.
ولسوء الحظ فإن زوار المعرض سيتمكنون من إدراك الموضوع الأساسي للنهج الذي
اتبعه سيزان للوصول إلى عمله الإبداعي- بقيامهم باختبار نظريات جديدة على الدوام-
فقط إذا قاموا ذهنياً بإعادة تنظيم المعرض وفق التسلسل الزمني لانجاز لوحاته.
الصّورة السّاكنة بإبريق الماء
عام1892، زّيت على قماش ،الرّسم مقاس 53 سم× 71.1 سنتيمترًا, معرض تيت, لندن
وبطبيعة الحال فإن الأعمال نفسها تعد رائعة. فعددها يبلغ 117 عملاً إجمالاً بما فيها
30 رسمة ولوحة مائية. وتتضمن لوحتين تعتبران من أروع المناظر الطبيعية في تاريخ
الفن هما لوحتا مشهد القديس فكتوار التي أعاروها للمعرض متحف المتروبوليتان
النيويوركي و«حاملة الأيقونة» من متحف إيسن. ولكن حكماً كهذا حتماً يعد غير منصف.
ويضع سيزان لنفسه المعايير العالية ذاتها على الدوام. عازماً على أن يكون صادقاً
مع أحاسيسه، فلا يقوم بالتشديد ولا بالتبسيط أكثر مما ينبغي وصولاً إلى الوضوح،
وإنما هو يلتزم بما يستطيع أن يراه، حتى إذا كان مشوشاً أو مناقضاً. وقد زعم بعض
النقاد أنه أراد تحقيق شكل من أشكال الكلاسيكية ولكن هذا الأمر قد يبدو غريباً بالنسبة
لشخص كان لا يتق بضراوة بالحكمة المتلقاة في كل أشكالها.
يرسم سيزان في بعض الأحيان الجدران والأسقف والأرضيات بدقة هندسية، فينقش
أشكالاً من المستطيل والمعين والمثلث التي جربها براك وبيكاسو لاحقاً.