بين الله أن إذا جاءت الطامة الكبرى والمراد إذا وقعت الصاخة وهى الغاشية العظيمة
يوم يتذكر الإنسان ما سعى والمراد يوم يرى الفرد ما عمل من خير أو شر وفى
هذا اليوم برزت الجحيم لمن يرى والمراد وسعرت أى ظهرت أى جهزت النار لمن
يشاهد مصداق لقوله بسورة التكوير"وإذا الجحيم سعرت" وفى هذا قال تعالى بسورة
النازعات :
"فإذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الإنسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى"
بروز طالوت وجنوده لطالوت وجنوده :
وضح الله أن طالوت(ص)وجنوده برزوا أى خرجوا لمحاربة جالوت وجنوده وهم
عسكره فقالوا داعين الله : ربنا أفرغ علينا صبرا والمراد إلهنا أعطنا منك قوة
وفسروا هذا بأن يثبت أقدامهم أى يقوى أنفسهم على الحرب وفسروا هذا بأن
ينصرهم على القوم الكافرين أى يعينهم على حرب القوم المكذبين بدين الله وفى
هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا
على القوم الكافرين"
البروز من عند النبى (ص):
بين الله لرسوله(ص)أن الفريق المنافق يقول له:طاعة أى سننفذ ما تقول ،فإذا
برزوا من عندك والمراد فإذا خرجوا من مكان إقامتك بيت طائفة منهم غير الذى
تقول والمراد نوت جماعة منهم عمل غير الذى طلبت منهم والله يكتب ما يبيتون
والمراد والله يسجل الذى ينوون عمله من الشر فى كتبهم وفى هذا قال تعالى بسورة
النساء :
"ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذى تقول والله يكتب
ما يبيتون"
معنى بروز الكل لله :
وضح الله أنه فى ذلك اليوم يوم البعث يبرز الجميع لله أى يحشر الكل فى كون الله
الجديد مصداق لقوله بسورة الكهف"وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا"وهو الواحد
أى الأحد الذى لا شريك له القهار وهو الغالب على أمره وفى هذا قال تعالى بسورة
إبراهيم :
" وبرزوا لله الواحد القهار "
الكفار بارزون يوم البعث :
بين الله لنبيه (ص)أن الله رفيع الدرجات والمراد مزيد العطايا لمن يريد مصداق
لقوله بسورة يوسف"نرفع درجات من نشاء"ذو العرش أى صاحب الملك وهو يلقى
الروح من أمره على من يشاء من عباده والمراد ينزل الملائكة بالوحى من عنده
إلى من يريد من خلقه وهم الرسل(ص) والسبب أن ينذر يوم التلاق أى أن يخبر
الناس عن طريق الرسل(ص)يوم التقابل وهو يوم القيامة يوم هم بارزون لا يخفى
على الله منهم شىء والمراد يوم هم ظاهرون أى حاضرون لا يغيب عن علم الله
منهم غائب أى خافية مصداق لقوله بسورة الحاقة"يومئذ تعرضون لا تخفى منكم
خافية "وفى هذا قال تعالى بسورة غافر :
" رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر
يوم التلاق يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم"