البرهان هو الدليل على صحة القول أيا كان سواء كان وحيا أو معجزة أو غير
ذلك
القرآن برهان من الله :
وضح الله للناس أنهم قد جاءهم برهان من ربهم وفسره بأنه أنزل لهم نور مبين
والمراد قد أوحى لهم وحى من خالقهم أى أوحى لهم كتاب عظيم يجب طاعته وفى
هذا قال تعالى بسورة النساء :
"يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم"
لا برهان على عبادة آلهة غير الله :
سأل الله :أم اتخذوا من دونه آلهة أى هل جعلوا من سواه أندادا ؟ والغرض من
السؤال هو إخبار النبى (ص)أن الكفار عبدوا آلهة غير الله هى أهواء أنفسهم
ويطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :هاتوا برهانكم والمراد أحضروا دليلكم
على أن عبادة الآلهة المزعومة غير الله مباحة،هذا ذكر من معى أى هذا الوحى
المنزل علينا وذكر من قبلى وهذا الوحى المنزل من قبلى لا يوجد فيه آية تبيح
عبادة غير الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء:
"أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معى وذكر من قبلى"
بين الله أن من يدع مع الله إلها آخر والمراد أن من يجعل أى يعبد مع الله ربا
مزعوما لا برهان له به والمراد لا علم له به والمراد لا وحى يبيح عبادته فيه
فإنما حسابه عند ربه والمراد فإن عقابه لدى خالقه وهو قعوده مذموما مخذولا
وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون:
"ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه "
سأل الله أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده والمراد هل من يخلق المخلوق ثم ينشئه النشأة
ومن يرزقكم أى يعطيكم الخير من السماء والأرض أفضل من الآلهة المزعومة ؟
أإله مع الله أى أرب مع الله ؟والغرض من الأسئلة هو إخبار الناس أن الله خير من
الآلهة المزعومة وهو الإله الوحيد،ويطلب الله من نبيه (ص)أن يقول هاتوا برهانكم
إن كنتم صادقين والمراد أحضروا دليلكم إن كنتم عادلين وهذا يعنى هاتوا وحى من
عند الله يثبت وجوب عبادة آلهة أخرى معه وفى هذا قال تعالى بسورة النمل :
" أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا
برهانكم إن كنتم صادقين"
برهان الله ليوسف (ص):
بين الله أن المرأة همت به أى رغبت فى أن يمتعها يوسف (ص)وهم بها أى
ورغب يوسف (ص)أن يتمتع بها والهم هنا هو حديث النفس ولكن الهم زال
من يوسف (ص)لما رأى برهان ربه والمراد لما تذكر وحى إلهه وهو حكم الله
فى الزناة وبتلك الطريقة وهى تذكر حكم الله صرف أى أبعد الله عن يوسف (ص)
السوء وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :
"ولقد همت به وهم به لولا أن رأى برهان ربه"
البراهين الإلهية لفرعون وقومه :
وضح الله أنه قال لموسى (ص)اسلك يدك فى جيبك أى أدخل يدك فى جيبك
والمراد ضع كفك فى فتحة ثوبك تخرج بيضاء من غير سوء والمراد تطلع منيرة
من غير ظلمة فى أى جزء منها وقال واضمم إليك جناحك من الرهب والمراد
وضع كفك فى ثوبك من الخوف والمراد إذا فزعت من يدك فضعها بعيدا عن عينك
فذانك برهانان من ربك والمراد فهاتان آيتان من خالقك لفرعون وملائه وهم قومه
وفى هذا قال تعالى بسورة القصص :
"اسلك يدك فى جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب
فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملائه"