البدل هو تغيير شىء بشىء أخر
الله لا يبدل القول لديه :
ما يبدل القول لدى والمراد ما يغير الحكم عندى وهذا يعنى أن حكم عذاب الكافر
والقرين معا لن يتغير مهما قالوا وما أنا بظلام للعبيد والمراد وما أنا بمنقص حق
الخلق وفى هذا قال تعالى بسورة ق :
"ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد"
لا مبدل لكلمات الله :
يبين الله لنبيه(ص)أن كلمة ربه وهى حكمة إلهه أى دين ربه قد كمل وهو دين
صدق أى عدل أى قسط لا ظلم فيه ،ويبين له أن لا مبدل لكلماته والمراد لا مغير
لأحكام الله أى لا مهلك للوحى لأنه محفوظ فى الكعبة للعودة له عند الخلاف مصداق
لقوله بسورة الحجر"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وفى هذا قال تعالى
بسورة الأنعام :
"وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته"
لا تبديل لكلمات الله :
بين الله أن لا مبدل لكلماته أى لا مغير أى لا محول لسننه وهى أحكامه مصداق
لقوله بسورة فاطرولن تجد لسنة الله تحويلا وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
"واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته"
الكفار يطلبون من النبى(ص) تبديل وحى الله :
بين الله للمؤمنين أن الكفار إذا تتلى عليهم آيات الله بينات والمراد إذا تقرأ على
مسامعهم أحكام القرآن واضحات قال الذين لا يرجون لقاءنا والمراد الذين لا
يريدون جنة الله فى الآخرة:ائت بقرآن غير هذا والمراد هات وحى غير ما تقول
أى بدله والمراد غيره بكلام آخر وهذا يعنى أنهم يطلبون منه أن يفترى على الله
غيره مصداق لقوله بسورة الإسراء"وإن كادوا ليفتنونك عن الذى أوحينا إليك
لتفترى علينا غيره" وفى هذا قال تعالى بسورة يونس :
"وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو
بدله"
النبى (ص) لا يستطيع تبديل الوحى :
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للكفار :ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى
والمراد لا يحق لى أن أغير القرآن من عند نفسى وهذا يعنى أن الله لم يبح له
قول حكم من عنده والسبب إن أتبع إلا ما يوحى إلى والمراد إن أطيع إلا الذى
يلقى إلى وهذا يعنى أنه يطيع الحكم المنزل من عند الله له وليس فيه ما يبيح له
تأليف الأحكام من نفسه إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم أى إنى أخشى
إن خالفت أمر إلهى عقاب يوم كبير وهذا يعنى أنه يمتنع عن تأليف أحكام من عند
نفسه لأن هذه مخالفة لحكم الله تستوجب دخوله النار وفى هذا قال تعالى بسورة
يونس :
"قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلى"