لنكن واقعين وصرحاء؛ بأن كل من دخل في علاقة حبِّ عبر الإنترنت كان يفكر
في بداية الأمر أنَّه سيتمكن في أي لحظة من إنهاء هذه العلاقة إن لم تكن مريحة
بالنسبة له، كل ما عليه فعله هو تعطيل حسابه في تطبيقات التواصل الاجتماعي
وإنشاء حسابات جديدة، وربما يكتفي بحظر الطرف الآخر وتنتهي قصة الحبِّ
الإلكترونية كما بدأت بسهولة وبساطة، وبحسب الدكتور مدحت عبد الهادي خبير
العلاقات الاسرية هذا التفكير بحد ذاته هو أحد العوامل البارزة التي تجعل من هذه
العلاقة منقوصة، فكيف يمكن لعلاقة تقوم على سهولة التخلص منها أن تكون
حقيقية وناجحة؟
*تزييف الحقائق
لن يكتشف أحد الكذبة عندما تنشأ علاقة الحبِّ عبر الإنترنت بين شخصين غريبين
عن بعضهما تماماً تصبح هذه القاعدة ذهبية (لا أحد يعلم...). ومن طبيعة الإنسان
أن يحاول تلميع صورته في عين من يحب بشكل خاص. لكن عدم قدرة الطرف الآخر
على اكتشاف الحقيقة من خلال التجربة المباشرة أو وجود أصدقاء مشتركين سيجعل
من السهل جداً الانتقال من إثارة الإعجاب إلى تزييف الحقائق لتبدو جميلة، كما أنَّ
من طبيعة العشاق التصديق والنظر للأمور من زاوية حالمة، وقد تكون الصدمة
كبيرة وغير قابلة للاحتمال عندما يتبين أن أغلب الحديث كان مجرد كذب وتزييف.
*لم يكن كما توقعت
إذن... يمكن أن نلخص المخاطر الكبرى في علاقة الحبِّ عبر الإنترنت من خلال
الحديث عن التوقعات والتخيلات المسبقة المبنية على ما أخبرَنا به الطرف الآخر،
ولنكون أقرب إلى الواقع سنضرب مثلاً عن الخيبة والتوقعات المسبئة، لنقل أنَّ
التعارف عبر الإنترنت أمرٌ طبيعي وربما يكون أحياناً جيداً خاصةً وأنَّه يفتح أمامنا
الطريق لنتعرف على أشخاص بعيدين جداً وثقافات متباينة، لكن في نفس الوقت لا
بد أن نتمسك بكلمة التعارف بمعناها الحرفي، ليكون هذا الاتصال جسراً لبناء
علاقة فعلية وليس مجرد علاقة.