فصاحب كالهواء لا يستغنى عنه .
وصديق كالغذاء لا عيش إلا به ، ولكن ربما ساء طعمه ، أو صعب
هضمه .
وصاحب كالدواء مرٌ كريه ، ولكن لابد منه أحياناً .
وصاحب كالصهباء تلذّ شاربها ، ولكنها تودى بصحته وشرفه .
وصاحب كالبلاء .
أما الذي كالهواء . فهو الذي يفيدك في دينك وينفعك في دنياك ، وتلذك
عشرته ، وتمتعك صحبته
وأما الذي هو كالغذاء ، فهو الذي يفيدك في الدنيا والدين ، لكنه يزعجك
أحياناً بغلظته وثقل دمه وجفاء طبعه
. . . . . . . . . | تَفَآصِيلٌ مُخَبَّأة
وأما الذي هو كالدواء ، فهو الذي تضطرك الحاجة إليه ، وينالك النفع
منه ، ولا يرضيك دينه ولا تسليك عشرته
وأما الذي هو كالصهباء ، فهو الذي يبلغك لذتك وينيلك رغبتك ، ولكن
يفسد خلقك ، ويهلك آخرتك
وأما الذي هو كالبلاء ، فهو الذي لا ينفعك في دنيا ولا دين ،
ولا يمتعك بعشرة ولا حديث ، ولكن لا بد لك من صحبته
من كتاب ( صُور وخواطِر)
للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله . .